آزاد محسن
لطالما سعى الكيان الصهيوني إلى تصدير نفسه كقوة عسكرية لا تُقهر، متفوقة تقنيًا وعسكريًا على كل المنطقة، مستندة في ذلك إلى قدرات دفاعية مثل منظومة “القبة الحديدية”، التي كانت تُعتبر من أكثر الأنظمة الدفاعية تطورًا في العالم. وكان الكيان يروج لهذه المنظومة باعتبارها قادرة على التصدي لأي تهديد صاروخي أو جوي، حيث كانت تعتبر حاجزًا لا يمكن اختراقه، وتبني عليها سرديتها حول تفوقها العسكري التكنولوجي،
لكن التطورات الأخيرة في المعارك أثبتت أن هذه الخرافة قد تحطمت.
محور المقاومة، أظهر قدرات متطورة في اختراق منظومة الدفاعات الإسرائيلية. فبدلاً من الاعتماد على الأسلحة التقليدية، أصبحت الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة هي السلاح الأكثر فعالية في الوصول إلى الأهداف داخل الكيان الإسرائيلي، بما في ذلك تل أبيب، التي كانت تُعد واحدة من أكثر المدن تحصينًا. وقد بلغت دقة الهجمات حدًا جعل الطائرات المسيرة تصل إلى المنطقة التي يتواجد فيها كبار المسؤولين الصهاينة، بما في ذلك منزل النتن ياهو، بل غرفة نومه، حيث تم استهدافه بشكل مباشر.
هذه الهجمات لم تكن مجرد ضربات عشوائية، بل كانت مدروسة بدقة وتعكس تطورًا ملحوظًا في تقنيات المقاومة، والقدرة على إصابة أهداف استراتيجية حساسة داخل الكيان بما في ذلك مراكز القيادة والمناطق السكنية الخاصة بالمسؤولين، تُظهر أن المقاومة تمتلك تقنيات عسكرية وتكنولوجية متطورة تستطيع بها اختراق الحواجز الدفاعية الصهيونية التي طالما كانت تُعتبر مستحيلة.
إن تحطيم الخرافة "الإسرائيلية" حول التفوق التكنولوجي والعسكري يعد خطوة هامة في تغيير معادلة الصراع في المنطقة، ويُظهر أن القوة العسكرية لا تعتمد فقط على التفوق التكنولوجي، بل أيضًا على التكتيك والابتكار في استخدام الأسلحة الحديثة.