علي عنبر السعدي ||
كيف تتجسد ؟ ومتى تظهر ؟؟
– هل الكاتب ملزم بالحياد ؟؟ أم بالموضوعية ؟؟
– صامت مقهور ،ومادح مسرور
الموضوعية : هي تناول الموضوع بكافة معطياته ،دون أن يضاف اليه ما ليس فيه ، أو يحذف منه ما هو فيه .
هذا يعني ، ان الكاتب حين تناوله موضوعاً ما ، عليه أن يعتمد الصدقية المعززة بأدلة ووثائق ، أو أن يكون مستعداً لا ثبات ما أورده بقوة الدليل ، الموثوق ، وليس من الموضوعية أن تسود المجاملات أو تعميم القضايا قيد التناول ، وبالنتيجة تصبح الكتابة هلامية لاتُغضب أحداً ولاترضي أحد في الوقت عينه .
هذا النوع من الكتابة ،يلجأ اليه في العادة : الخائفون مما يكتبون ، أو ممن يريدون الحفاظ على وضعهم الخاص ، وبالتالي يضعون أنفسهم في (المنطقة الرمادية ) وهي منطقة السلامة ،حيث يمكن تفسير مايقوله أو يكتبه على أكثر من وجه ،كما يمكنه التنصل من مسؤولية كلمته وانكار مقاصده .
أما التطرف ، فهو الانحياز لأطراف بعينها ووفق ثنائيتي – ضد مطلق – أو مع مطلق – أي انه حين يكون ضداً ،يلجأ الى مثالب وعيوب واتهامات ضد أطراف بعينها ، دون أن يكون لقوله اثبات وثيق ، أو يمدح اطرافاً درجة المبالغات ، دون أن يثبت ذلك بدلالات وأدلة حقيقية .
قوى سياسية وضعت نفسها فوق النقد والتناول ، وادخلت الخوف في نفوس الكثير من الكتاب ، ما جعلت الكثير منهم يراوحون بين ثلاثة : صامت مقهور- ومادح مسرور- ومتقلب حائر – ولايشذ عن ذلك سوى قلائل ،
اختاروا ان يسلكوا طريق المخاطرة بالأمان الشخصي ، وهؤلاء يعتبرون أنفسهم أصحاب قضية ،تتطلب منهم الاشارة للمخاطر ، واستنهاض العقول والضمائر ، كي لاتتحكم القوى ذات التوجهات الدكتاتورية ، في مصير دولة وشعب .