جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف (المركزية الأوربية) أم الاصولية القمعية؟!

(المركزية الأوربية) أم الاصولية القمعية؟!

حجم الخط

 


محمد علي اللوزي ||


(المركزية الاوروبية) نظرية اعتنقها (الأورو امريكي) وكأنها ديانة لدية، بحيث تتمحور الحضارة بكل ما أنتجه وابدعه الإنسان ملخصا في حضارة الغرب.

هي الواهب الوجود معناه، وهي لب الفكر والثقافة والإبداع والتميز والقدرة على العطاء، والآخر مجرد فاصلة ومتلقي مستهلك.

هكذا (المكزية الاوروبية) فرضت نفسها على كافة الصعد سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية، وقد تمثل كل ذلك في الاستعمار (الكولونيالي) الذي غب من مقدرات واقتصاديات وثروات الشعوب، ما مكنه من صناعة حضارة غربية استعلائية (فو طبيعية) مهيمنة وقامعة للآخر.

تتخذ منه وسيلة لتعبيد طريق الصعود والبقاء في مستوى الاستاذ المعلم الواجب الطاعة والإنصياع له، فيما الآخر مجرد تلميذ متلقي وعليه أن يبقى كذلك مهما أنتج وابدع وساهم في الحضارة الإنسانية.

هذه المركزية الاوروبية أو لنقل (الأصولية) الجديدة خلقت لدى الغربي (الأورو امريكي) شعورا بالتميز الذي وصل الى مستوى صناعة (السوبرمان) كفلسفة (نتشوية) تنزع نحو القوة الخارقة التي لاتقبل البشري العادي، وترى أنه عالة يجب تجاوزه بل وسحقه، لكونه يعيق التطور الى الأمام، ويشكل عالة على الإنسانية، بهذه الروح القامعة والاستعلائية والمنصهرة في بوتقة التمركز على الآخر واعتباره مجرد هامش على متن.

ولدت (النازية) و(الفاشية) التي تبحث عن الإنسان الكامل البناء الخالي من العيوب والأمراض، او لنقل: الناضج، ومنها انسلخت (الشوفينة) الآرية الاستعلائية لتجر الكوكب الارضي الى حربين عالميتين مرعبتين سار ضحيتها عشرات الملايين من البشر.

لاشك أن (الاصولية) الغربية قد اتخذت مسارات اخرى كي تعفي نفسها من مسئولية تدمير حياة، وتتخلص من عقدة الذنب بذات الثقافة التي انتجت النازية، لنجد الاوروبي يتقاسم العالم ويسلبه موارده المادية، وحتى العقول البشرية عبر المهاجرين إليه من اصقاع المعمورة، والذين احدثوا تطورات متسارعة وكبيرة سجلت باسم الاورو امريكي ومركزيته الاوروبية، بما يعني أننا أمام ثقافة استغلال واستبداد في آن واحد.

تمظهرات هذه الثقافة برزت في كل جوانب الحياة على المستويات الإعلامية والتواصل الاجتماعي وقنوات الدعاية والإعلان والسينماء والاقتصاد والرياضة والثقافة….. الخ.

لعل الحرب (الروسية الاوكرانية) أحد أهم مخرجات (المركزية الاوروبية) التي كشفت بقوة رؤية معنى الغرب الاستبدادي والاصولية الاورو الأمريكية الارهابية، وقد رأينا كيف سعى الغرب الى محاصرة (روسيا) وكأنه المالك الحصري لحقوق البشرية في كل جوانب الحياة، وهو المحتكر لها والمانح والمعطي مايشاء.

رأينا ذلك في أخراج روسيا من المشاركة في الالعاب الرياضية وكأس العالم، الذي يبقى مجرد عنوان باسم العالم، فيما الحقيقة ان الهيمنة غربية لامراء في ذلك.

كما تم اخراجها من نظام (سوفت) المالي لنعرف ان العالم مخنوق بيد الاورو امريكي، ثم ماتبع ذلك من حصار وتدفق سلاح ل (اوكرانيا) بهدف ضرب (روسيا) ثقافيا واقتصاديا، ليسهل بعد ئذ بسط النفوذ واستكمال الهيمنة على الشرق..

إنها النازية الجديدة حقا التي تكافح روسيا الاتحادية من اجل القضاء عليها. لتتموضع ثقافة إنسانية واقطاب متعددة لامجال فيها للهيمنة والاستعلاء، وقمع حركات التحررمن الدول النامية والفقيرة.

أنها حرب لولادة جديدة وعالم يسوده القيم بدلا من ثقافة الاستهلاك وتشييء الإنسان والتعامل معه كترس في الاقتصاد، وجعله مجرد مستهلك لاينبض بالمشاعر ولايفكر بما يليق به كإنسان، وإنما مجرد بشري يعود بمداخيل لشركات انتاجية كبرى وعليه ان يبقى هكذا، يعيش مستهلكا، نزوعه مادي يدر اموالا للمنتج (الاورو امريكي).

أحد اهم اسباب الحرب الاوكرانيةالمتمثلةفي(الاورو امريكي)مع روسيا هو رفض هذه المركزية والاصولية الغربية، ومحاصرة الإنسان باسم الحقوق والحريات من ان يكون ناضجا .

بالتأكيد فإن محاولة قبول (اوكرانيا) في (الناتو) قد فشلت بما يعني فشل الغرب في السيطرة والاستعلاء، وتمكين القبضة الحديدية من خنق (روسيا) ليبقى العالم تابعا خانعا ذليلا للغرب (السوبرمان).

في كل الاحوال القطبية الواحدة انهزمت امام الثقافة بقيمها الروحية والجمالية المكتنزة في الصين وروسياوالهند وكثير من الدول ذات الحضارة الإنسانية ببعدها القيمي.

والواقع أننا امام قادم متغير على درجة عالية من الحرية وتحقيق العدالة، او قدر منها بتجاوز الغرب والإفلات من قبضته الحديدية، وآلته الإعلامية الجبارة، التي غرست في بقية المعمورة الشعور بالإذلال والعجز والفشل أمام قواه المتعددة، والتي نشاءت او تكونت في الكثير من جوانبها على نهب ثروات الشعوب وخيرات الأمم.

مانجده اليوم هو تحولات عميقة في قلب النظام العالمي الجديد ا، لمتمثل فيما يسمى ب (عصر آسيا) وهو عصر ينبني على تحطيم (المركزية الاوروبية)، والإتجاه نحوتعدد الاقطاب والاستقرار على احترام حضارة الشعوب وتلاقحها، بما يعبر عن رفاه وسعادة الإنسان الذي طالما تعرض للقهر والسيطرة منذ نشؤ فكرة (السوبرمان) ونظرية البقاء للاقوى (والانتخاب الطبيعي)،او البقاء للأصلح ويرمز إليها بشكل غير مباشر للإنسان الاوروبي الانضج وإن كانت لدى (دارون) مثلا في الاتجاه المعبر عن نظرية(الانتخاب الطبيعي) ، كماهي عند (سبنسر) ايضا ، وهي في مجملها ترمز للمركزية الاوروبية وقد انتقلت لدى (هربرت اسنبسر) الى نظرية تطور الفنون.

المسالة إذا أننا امام ثقافة غربية تلتهم الحقوق والحريات، وتتمظهر بالإنساني وقيم الديمقراطية، وهي اقصاء وانكار للآخر، المجال لايعطينامساحة للتوسع في هذا الجانب.

في كل الاحوال، فإن محور المقاومة المواجه للكيان الصهيوني والاورو امريكي، يصب في ذات الاتجاه التفكيكي للأدلوجة الغربية القمعية المعنونة ب(المركزية الاوروبية).

مانشهده اليوم من تحولات عظيمة تؤكد صعود قوى مقاومة ترفض الهيمنة والقوة واستغلال البشرية.

تحطم المشروع الامبريالي القائم على ابتزاز ونهب الشعوب وسرقة ثرواتها.

المقاومة بهذا المعنى رديف مهم واساس في تقويض الغرب بمفهومه الاستعلائي.

في هذا السياق محور المقاومة ينتصر للإنسان، للسلام، للإستقرار، للتحرر من قوى زيف وظلال.

محور المقاومة بهذا المعنى؛ ينتصر على الكيان الغاصب ويخلخله كنظام عنصري ينتهج (الأبارتايد) او الفصل العنصري، لينكشف على العالم، بأنه أداة امبريالية ليس اكثر، يعتمده الغرب للبقاء على مصالحه في نهب الشعوب ثرواتها.

وإذا هزيمته هي هزيمة الغرب كله، بسياسته القمعية بآلته الاعلامية الجبارة التي تتلاعب بالعقول، بضرب الفكرة التوسعية الاستيطانية، بإذلال الشيطان في مخططه المبني على تمييع القيم الانسانية، وجعلها قيما سائبة مائعة تفضي الى تدمير الاخلاق.

انتصارالمقاومةوالحرب الاوكرانية هي في هذا السياق صد قوي لمحور الشر ومعه البترودولار العربي وقد تمادى كثيرا في الغطرسة وفعل المؤامرة، المستهدف للإنساني وقيم الحق والخير والجمال،

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال