علي جاسب الموسوي ||
إن مواجهة الشدائد تتطلب نفسًا ثابتة قادرة على الصمود، فالإمام علي عليه السلام يقول: (من لم تسهل عليه نفسه عند الشدائد لم ينفعه عتاد)… هذه الحكمة تضع أساسًا واضحًا: أن الإعداد النفسي والثبات الداخلي يتقدمان على العتاد المادي في تحقيق النصر .. فالنفس التي تهتز أمام الأزمات تصبح عبئًا، حتى لو امتلكت ما يُظن أنه أسباب القوة.
حيث قال أمير المؤمنين عليه السلام أيضًا: ( إنما الأَمرُ صَبْرُكَ على حَقِّكَ، وعَمَلُكَ فيما يُلْزِمُكَ) … وهذا تأكيد على أن العمل في الميدان، مهما كان شاقًا، لن يثمر دون صبرٍ يلازمه إيمانٌ بعدالة القضية.
في واقعنا، نرى اليوم كيف تقف المقاومة الإسلامية وحركات التحرر مثالًا لهذه القيم .. فما الذي يمكّن المقاووم الأعزل من مواجهة ترسانات العدو؟ إنها النفس الراسخة، والإرادة التي لا تلين.
إن الأمم التي تجعل الصبر والإيمان ركائز لها تتفوق على كل العتاد مهما بلغ من قوة .. وكما قال تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) .. هذا النصر لا يُمنح، بل يُنتزع بثبات النفوس التي تدرك أن الميدان ليس سلاحًا فقط، بل نفسًا مطمئنة، وصبرًا على المكاره، وإيمانًا بأن العاقبة للمتقين.
