د. احمد المياحي ||
الخوف ذلك الهاجس الذي يتسلل إلى جوف الإنسان ويجعله يرتعد حيث قال تعالى (وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَناجِرَ) اي تزحزحت القلوب عن أماكنها من الرعب والخوف، فبلغت إلى الحناجر.
الخوف يُشير إلى شعور قاس يعيشه الإنسان وصناعة الخوف هي صناعة يتقنها الاستكبار العالمي لتحويل هذا الخوف إلى سلاح لتطويع الشعوب، وترويض الإنسان،
وهي تقنية بشرية متقدمة تهدف لتفكيك قيم المجتمع وتحطيم الإنسان والسيطرة على عقول وقلوب البشر من خلال كمية الخوف والرعب المزروع فيهم بل هي خوارزمية دقيقة تبرمج العقول لعامة الناس لتتراجع عن مبادئها وأفكارها وقناعاتها،
ولتحويل الولاءات، بل وتجريد الناس من عقيدتهم، أن ابشع انواع الخوف تدمير الضحية وتدمير إحساس الضحية بذاته وإنسانيته وتحطيم نفسيته ليكون مربك بلا قرار
الخوف من الجوع أو المستقبل المجهول أو التعذيب النفسي أو غيره من أشكال الخوف الذي يسعى إلى تحطيم جسدي ونفسي،
يؤدي لتمزيق عقل الإنسان وتفتيته إلى شظايا لإعادة تركيبه وتشكيله بما يتوافق ومشروع العدو وهو نوع خطر جدا من انواع الحرب النفسية.
وانا اسوق هذه المقدمة مستشعرا خطر الترويج الاعلامي وبث الرعب والخوف على منصات التواصل الاجتماعي وتغذية الشعب العراقي بنظرية السقوط الشاقولي للنظام السياسي الديمقراطي وهي محاولة للأسف انساق معها الكثير حتى من قيادات العملية السياسية بدلالة الاختفاء الكلي عن الساحة الاعلامية ودحض تلك الاقاويل.
ان الحرب النفسية لها أثر كبير على قرار المواطن ولمواجهة هذه الحرب لابد من توجيه رسائل اطمئنان للشعب من القيادة السياسية وتفنيد المعلومات المزيفة وإنشاء منصات اعلامية لمواجهة حملة التظليل الممنهج الذي تمارسه زمرة البعث والمنظمات الإرهابية بأن سوريا اولا والعراق ثانيا وكأننا نعيش أحداث عام ٢٠١٤ وما نتج عنها من هروب الجيش بكل ما يمتلكه من قدرات عسكرية لكنه خضع لحرب نفسية مدمرة عن قوة التنظيم المهاجم .
ان تلقي هذه الرسائل الاعلامية وفهمها غير محدد بفئه معينة وإنما ستجد لها جمهورها ويبدأ بالتعاطي معها ما يؤسس لفكرة الهروب الجماعي .
الملاحظ ان لادور حقيقي لهيئة الاتصالات والاعلام لتوجيه الخطاب الاعلامي والرد بنفس القوة والطريقة الاحترافية على حملة التظليل المراد منها تقديم تنازلات حقيقية لدول الاستكبار العالمي خاصة وان هذه الدول تعلم أن لاقبول لعودة زمرة البعث للسلطة لأنها ببساطة سوف تنتج حمام دم والمعني بهذه الحملة هو التماشي مع رؤية الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني بتنفيذ صفقة القرن وفرض التطبيع كواقع حال والا فأن المشهد السوري سيكون حاضر .
لذا اعتقد انه أصبح من اهم التحديات ان نغير بوصلة الرأي العام باتجاه قوة الدولة من خلال المحطات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي وبحضور فاعل من قادة الكتل السياسية والمحللين السياسيين الغير متلونين لدحض هذه البروبغاندا السوداء ..