ازاد محسن
تسعى أمريكا وإسرائيل إلى توظيف تركيا كأداة إستراتيجية في محاولاتهما، لتوازن القوة ضد إيران ومحور المقاومة، ولكن هذه المساعي قد تواجه تحديات كبيرة في الواقع، محور المقاومة بقيادة الولي الفقيه، قد أثبت عبر السنوات أنه ليس مجرد خصم عابر، بل قوة إقليمية صاعدة تؤثر بشكل مباشر في إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة، على الرغم من محاولات الغرب استمالة تركيا، فإنّ التجربة التاريخية تؤكد أن حسابات القوى في الشرق الأوسط غالباً ما تكون أكثر تعقيداً مما يتوقعه اللاعب الخارجي.
على سبيل المثال، في بداية ثمانينيات القرن المنصرم ، دفع الغرب صدام حسين إلى الحرب ضد إيران في محاولة للحد من نفوذها، ولكن الحرب انتهت بفشل ذريع بالنسبة لهم،واليوم،
لا يمكن مقارنة الوضع الحالي بما كان عليه في تلك الفترة.
إيران ومحورها الإقليمي أثبتوا قدرتهم على كسر شوكة الجيوش الغربية والإسرائيلية التي طالما تمّ الترويج لها على أنها لا تقهر. حرب لبنان 2006، وتأثير المقاومة في سوريا والعراق، وخسائر الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان، وطوفان الأقصى، ومنع دخول السفن في البحر الأحمر من قبل الحوثي، كلها أمثلة على التكاليف الباهظة التي فرضتها إيران وحلفاؤها على القوى الغربية.
وبالنسبة لتركيا، فقد تكون اليوم تحت الضوء الأخضر الغربي، لكن أي تحالف قد يتشكل معها لا يمكن أن يكون بسيطاً أو خالياً من التحديات، خاصةً أنّ تركيا لديها مصالحها وأجندتها الخاصة في المنطقة، التي قد تتقاطع أو تتصادم مع الأهداف الغربية.
في النهاية يبدو أن محور المقاومة قد أثبت أنه قوة فاعلة لا يستهان بها، وأن محاولات استغلال الأوضاع الإقليمية لصالح الغرب قد تتعرض للفشل كما حدث في الماضي.