احمد عبد السادة ||
المؤامرة التي نفذها تنظيم “الإخوان المسلمين” ضد محور المقاومة في سوريا، تؤكد بأن هذا التنظيم ليس مدمناً على الغدر ونقض العهود والمواثيق فقط، بل هو ناكر للجميل أيضاً،
إذ تنكّر تماماً لمواقف إيران التي دعمت أردوغان (زعيم الإخوان السياسي ورأس تآمرهم الإقليمي) حين قام بعض ضباط الجيش التركي بمحاولة انقلاب ضده في تموز 2016 انتهت بالفشل، وذلك فضلاً عن قيام إيران بدعم قطر (خزينة الإخوان المالية) وإنقاذها من الحصار الذي فرضته عليها السعودية والإمارات والبحرين ومصر في حزيران 2017،
رغم أن الأتراك والقطريين كانوا حينها داعمين لدlعش وأشباهه في العراق وسوريا ولبنان، كجزء من انخراطهم في المؤامرة الكبرى ضد محور المقاومة خدمةً للكيان الإسرائيلي.
اليوم في ذروة دعم إيران وكل قوى محور المقاومة لغزة ولحركة حماس (الإخوانية) وبعد قيام المحور بتقديم قادة أفذاذ وعظام لن يجود الزمان بمثلهم أبداً كشهداء (على طريق القدس) كسيد شهداء المقاومة والأمة السيد حسن نصر الله،
رجعت (حليمة) الإخونچية لعادتها القديمة بالغدر والتآمر، لأن الجميع يعرف بأن هدف الإخوان ليس إسقاط نظام الأسد فقط، بل السعي لتصفية مشروع المقاومة (وبالتحديد حزب الله) وتمكين الكيان الإسرائيلي من تحقيق مخططه في المنطقة،
الأمر الذي يفسر فرح قناة (الجزيرة) الإخوانية واستبشارها وتهليلها بكشف نفق كبير في جبال القلمون في الحدود السورية اللبنانية كان يستخدمه حزب الله لتخزين ونقل الصواريخ لمواجهة العدو الإسرائيلي.
كل الأحداث أثبتت بأن الإخوان المسلمين يشبهون أنثى الضبع (أم عامر كما يسميها العرب) التي طاردها صيادون وأصابوها بجراح وأرادوا قتلها لولا تدخل إعرابي قام بحمايتها وإيوائها ومداواتها،
وحين نام الإعرابي غدرته وانقضت عليه وقتلته وبقرت بطنه وشربت دمه، وهو أمر وصفه شاعر ما بالقول:
ومن يصنع المعروفَ في غير أهلهِ
يلاقي الذي لاقى مجير أمِّ عامرِ