الباحث والاكاديمي صلاح الاركوازي ||
لو نظرنا الى تأريخ الصراعات والنزاعات على مر التاريخ نجدً بِأن قُطبي وطرفّي هذا النزاع والصراع بشكل عام أحدهما يُمثل محور وجانب الخير والاخر محور وجانب الشر.
قد تكون الغلبةُ في الكثيرِ من الاحيانِ لطرف ومحور الشر وذلك لسبب بسيط لان اسمهم يدلُ على ما فيهم فهم محور الشر اي ليس للانسانية والاخلاق والاهم الدين مكانةٍ في عقولهم وحساباتِهم وكل شيء لهم مُباح لذلك فحساباتهم وقياساتهم دنيوية بحتة ،
اما الطرف الاخر {محور الخير} ولا سيما من كان له التزاماً دينياً كما وجدنا في عهد الرسول صلى الله عليه واله وعهد أمير المؤمنين عليه السلام وبقيه الائمة عليهم السلام نجد بانه ظاهراً وفي حسابات الدنيوية وحسابات من انتصر وأنهزم ظاهرياً وبقياسات من عاش ومن قتل ومدى التدمير والدمار ومساحه الارض التي احتلت.
قد يكون طرف الشر هو المنتصر(وفق حساباتهم هذا) لكن أما لو كانت الحسابات حسابات اخرويه حسابات الجنة والنار الثواب والعقاب ففي هذه الحالة المنتصر قطعاً هو محور الخير.
هذه المقدمةِ اردت من خلالها أن اوضح حقيقةِ ما يجري اليوم في سوريا وما يجري في غزة وما جرى في لبنان مع المقاومة الاسلامية هو صراع الارادات والعقائد بين الخير والشر .
نموذج حي ومثالي لمحورين او جبهتين او نموذجين فعدونا كل شيء عنده مباح اما نحن فلدينا حسابات حددهُ لنا الدين الاسلامي ونهج محمد وال محمد أمور كثيرة وتفصيلية العدو دمّرَ الضاحيةِ والجنوب قام باغتيال الامين العام الشهيد السعيد السيد حسن نصر الله “رض” وكوكبةٌ كبيرةٌ من قيادات الخط الاول والاف الشهداء والجرحى من المقاتلين والمدنيين اكثرهم من الاطفال والنساء والكهول ومئات المباني والبنى التحتيةِ المُدّمرهِ،
في حساباتهم وحسابات ذيولهم والقنوات والاقلام المأجورةِ يُعتبر الكيان الغاصب هو المُنتصِر اما في حساباتنا نحن فان حزب الله والمقاتلين والمجاهدين في غزة هم المنتصرون بحيث ان المقاومة الاسلامية في لبنان فرضت على الجانب الصهيوني وداعميهِ شروطها وبعد ان وجهت لها ضرباتٌ موجعةٌ وفي العمقِ والصميم سواءٌ في الجبههِ القتالِ او سواء في العمق الاسرائيلي وعلى مدى اكثر من 150 كيلو متر.
حيث لم يبقى هدفا عسكرياً او استخباراتياً او اقتصادياً او حيوياً أو بُنى تحتية أساسيةٌ الا وقد تم استهدافِها وبدقةٍ،
لذلك ففي حساباتنا نحن من انتصر وفي حساباتهم هم من انتصروا وتبقى مثل هذه النقاشاتِ والسجالاتِ قائمة الى قيامِ يوم الدين وما يحدث اليوم في سوريا هو اعادة لنفسِ السيناريوهات السنواتِ السابقةِ حيث انه لابُد لمحور الشر (حسب زعمِهم ودراساتِهم) أن يقوموا بتفكيك وتفتيت محور المقاومة او وحده الساحات لانها وبحسب زعمِهم هي السبب كل أبتلاءاتِهم وهذه هي الحقيقة،
فسوريا هي المفصل المحوري لهذا لمحور المقاومةِ ولهذه الوحدة فيجب ان تُزال وان يتم القضاء على هذا النظام ومن ثم تبدءُ المراحل القادمة من مُخططِهم وسيكون المستهدف بلا شك هو (العراق) ولكن الرب الذي حفظ الكعبةِ المُشّرفةِ سيحفظ العراق ومحور المقاومه وكل الشرفاء من ظلم ومجازر التكفيرين الظالمين وداعميهم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.