علي فضل الله ||
التراجع الملحوظ والمقلق للجيش السوري فجر تكهنات كبيرة وكثيرة، والقاريء للمشهد يعتقد على ان ذلك انكسار وخيبة امل كبيرة، هنا اقول ليس كل تراجع وانسحاب للخلف يعني ان ذلك الجيش هزم واندحر امام خصومه، فرب تراجع يراد من خلال تجميع القوى في مركز ومنطقة معينة ثم الانطلاق للامام بقوة كبيرة ومدمرة، وكما يحصل في لعبة القوس ومن باب المقاربة.
نشاهد اليوم تحليلات عميقة جدا دون الارتكاز لمعلومات حقيقية..فالتحليل حالة من الافتراض يقبل الصحة والخطأ شرط ان يرتكز على معلومات لا ان ينطلق ايضا من فرضيات وكما يحصل في المشهد السوري،
الوضع في المنطقة عموما وسوريا خصوصا معقد جدا جدا..
لكن الجنبة الاهم علينا لا نستهين بالجهد الاستخباري الروسي والإيراني بحيث نذهب إلى فشل الاثنين في جهدهم الاستخباري نتيجة التراجع الكبير للقوات السورية.
وهنا اختلف مع هذه القراءة بدلالة ان الحس الاستخباري كان يراقب الاحداث بدقة كبيرة في سوريا ولكن ما فائدة الجهد الاستخباري مع عدم وجود قوة عسكرية تترجم هذا الجهد إلى نجاح عسكري،،
فالمتيقن منه ان روسيا والجمهورية درست وضع الجيش السوري وفضلت الانكفاء إلى الخلف والعمل على تقارب صفوفه لضمان الحفاظ على مركز القرار السوري،فإمكانيات الجيش السوري لا ترتقي إلى مستوى المواجهة على كامل هذه المساحة امام حجم المجاميع الارهابية الكبير التي تم الدفع بها من خلال غرفة العمليات المشتركة بين الدول الداعمة لهذه المجاميع،،
لذا أنا اعتقد الانسحاب والتراجع تكتيكي وبحسابات دقيقة جدا للحفاظ على امكانيات الجيش السوري وكي لا يقع تحت الاستنزاف في الجبهة العريضة التي اريد له ان يقاتل فيها ولاعادة التموضع للقوات السورية والقوات الحليفة معها مع العمل على دعم هذه القوات بتعزيزات بشرية وعسكرية ولوجستية وتوفير غطاء جوي ومدفعي يرقى لمستوى دحر الصفوف الارهابية عبر التحضير لهجوم معاكس على جبهات متعددة،،
واضح ان الحكومة السورية فتحت قنوات تواصل مع قوات قسد السورية الكردية ولديها تواصل مع الجيش السوري والقبائل العربية عبر الجبهة الشرقية لسوريا، واذا ما نجحت التفاهمات فذلك سيعمل تقليل الضغط على الجيش السوري وحلفائه.
الاهم ان ايران بحكم التجارب التي خاضتها على كافة جبهات محور المقاومة تجيد لعبة النهايات السائبة مع وجد حليف استراتيجي وهي القوات الروسية التي ستوضب امكانيات كبيرة على مستوى الجهد الاستخباري والتقني وسلاح الجو ومنظومات الدفاع الجوي والقوة الصاروخية والأسلحة التكتيكية، مع دعم فصائل المقاومة الإسلامية مع امكانية اشتراك الحكومة العراقية والذهاب لصناعة تحالف استراتيجي رباعي لقمع الارهاب العالمي في سوريا.
هذا الوضع الذي يعتقداغلبية المراقبين للمشهد السوري ان تدهور خطير اعتقد انها حسابات دقيقة مرهونة بحنكة ايرانية روسية تريد امتصاص الازمة ثم الانقضاض على مفتعليها