أمل هاني الياسري ||
(قمة الشجاعة أن نواجه أنفسنا بالحقائق، حتى لو كانت مرة كالعلقم وقاسية كالحجر) ففي الخطبة الدينية والسياسية ظهيرة يوم الجمعة (27تموز 2018م ،الموافق 13ذو القعدة 1439هـ)، تم التركيز على إصلاح النفس قبل إصلاح الآخرين، فقد يقع الإنسان في عثرة أو خطأ، وعليه أن يتعظ، وهذه هي الشجاعة ،ومتفقون تماماً على أن الإصلاح ضرورة لا محيص عنها، والكلام قبل ستة أعوام فكيف باليوم؟!
سنواجه الحقائق المرة والقاسية في كل شيء، حتى مع هيئة الحج والعمرة.
المسارات السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية تسير نحو الإنهيار، ونحن جزء من هذه المسارات، فمتى تبدأ عملية التصحيح لهذه الإجراءات المتعثرة، والتي فاقت تصورات العراقيين، وبشكل لا يمكن غض البصر عنها؛ لأنها تخص حقوقهم، حيث تختفي وراء صناديق سوداء، لا يعرف ألفها من يائها،
ومنها قرعة هيئة الحج والعمرة، والأسماء التي ظهرت فيها، ويمكننا مراقبة التجاعيد الصغيرة والعجيبة في قوائم الهيئة، حيث تستدعي التساؤل وبشدة، فهل يستوي الأعمى والبصير، أم نحتاج لمعلم جيد نزيه يصلح المناهج السيئة؟
أين تذهب مقاعد الحجاج؟ وهل الرشوة وصلت الى بيت الله الحرام؟ الناس تشكو من التقديم الإلكتروني لعدة سنوات، دون أن تظهر أسماءهم، مع توافر شروط الإستطاعة ولكن بلا جدوى، أين هي مهنية الهيئة العليا للحج والعمرة في الإختيار؟
وأين إنصافها وأبويتها؟ كيف يمكنهم نصرة المظلوم، وإعالة المحروم، وتحقيق حلم البسطاء بالحج، وهناك حملات البيع والشراء منتشرة بين دفات الهيئة؟ مَنْ يتحمل مسؤولية هذه الأخطاء؟ نقولها بكل أسف: لا لهيئة الإخفاق والنفاق، ولا لهيئة العناد والفساد.
مكافحة الفساد أينما حل، واجب شرعي ووطني، وهو الذي سيغير معادلات تنظيم التقديم الألكتروني للحج والعمرة، وكذلك شروطه والأسماء الفائزة،
ضمن هذه القرع المعدة لثلاث سنوات قادمة، ولابد من جرأة وشجاعة لتحقيق هذه المكافحة، بحيث تكون طريقة العلاج جذرية لا ترقيعية، تكتفي بإعادة القرعة، بل يتعداه الى استدعاء رئيس الهيئة العليا سامي المسعودي، واستجوابه حول آلية القرع الثلاث، وإلا فالمشكلة قائمة غير قابلة للحل مستقبلاً، وبذلك تضيع أحلام ومقاعد الكبار من الحجيج وسط هذا الضجيج.