ازاد محسن
من خلال دعم الجماعات السنية التكفيرية، تسعى تركيا وحلفاؤها إلى تهديد الأمن القومي الشيعي في المنطقة.
هذا التهديد لا يأتي فقط من خلال العمليات العسكرية، التي تُنفذ ضد الشيعة في المنطقة، بل أيضاً من خلال محاولات تقويض استقرار الدول التي تقاوم الهيمنة الغربية، مثل إيران وحزب الله في لبنان، والعراق، واليمن.
إيران، التي تقف في صف المقاومة ضد المشروع الصهيوأمريكي، تجد نفسها اليوم أمام تحدٍّ كبير نتيجة لهذه الهجمات المتكررة على أمنها القومي، وكذلك على أمن حلفائها في المنطقة.
إنّ دعم الجماعات المتطرفة في المنطقة، يعد جزءاً من مشروع أكبر يهدف إلى تقويض محور المقاومة، الذي يشكل حجر الزاوية في مواجهة الهيمنة الصهيونية والغربية.
النظام الصهيوأمريكي لا يكتفي بتفكيك الدول فقط، بل يعمل أيضاً على تفكيك القوى المقاومة من الداخل.
عبر تكريس الانقسام الطائفي وإشعال فتيل الحرب بين المسلمين، يسعى الغرب إلى إضعاف الجبهة التي تقف في وجه أطماعه الاستعمارية.
على رأس هذه الجبهة يأتي محور المقاومة الذي يضم إيران وحزب الله وحركات المقاومة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن، وهو محور يرفض التبعية للغرب ويقف سداً منيعاً أمام مخططات التقسيم والهيمنة.
لكن الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع، هي أن هذا المخطط لن يمر.
إذا كان الغرب يراهن على أنّ الفتنة الطائفية ستؤدي إلى شق الصف الإسلامي، فإن الواقع يقول إنّ شعوب الأمة وقواها المقاومة باتت أكثر وعياً بمخططات الأعداء.
إنّ مقاومة الظلم والاحتلال، سواء كان صهيونياً أو غربياً، هي القضية المركزية التي توحد الأمة الإسلامية، والمخططات الاستعمارية مهما كانت معقدة، لن تنجح في تمزيق هذه الجبهة الصلبة.
اليوم، يتضح أنّ المخطط الصهيوأمريكي في المنطقة يستهدف الوحدة الإسلامية بالدرجة الأولى، ويعتمد على إشعال نار الفتنة الطائفية لتحقيق أغراضه. إنّ الدور التركي في هذا المخطط يظهر بوضوح في دعم الحركات المتطرفة التي تزعزع استقرار المنطقة وتستهدف محور المقاومة.
ولكن، لا بد أن نؤكد أن مواجهة هذا المخطط تتطلب تعزيز الوحدة بين القوى الإسلامية كافة، ووضع الخلافات الطائفية جانباً من أجل مواجهة العدوان الغربي والصهيوني.
الأمة الإسلامية قادرة على إحباط هذه المخططات، شريطة أن تبقى على وعي تام بخطورة المشروع الصهيوأمريكي، وأن تتحد في مواجهة الأخطار التي تهدد مستقبلها.
إنّ انتصار محور المقاومة في مواجهة هذا المخطط ليس فقط انتصاراً سياسياً أو عسكرياً، بل هو انتصار للعقيدة والمبادئ، ولأمة تعبت لسنوات طويلة من الاستعمار والهيمنة.