جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف إختبار عملي لـ “ـمعمارية” اولى؛ ارادوا لها الإنهدام والإنهيار..!

إختبار عملي لـ “ـمعمارية” اولى؛ ارادوا لها الإنهدام والإنهيار..!

حجم الخط

 


عمار محمد العراقي || 


دعونا نربط الأحداث بعضها بعضا..ونتذكر يوم حج الوداع وقصة غدير خم، تلك مواضع ومواطن مهمة جدا في التاريخ الإسلامي، ونقف نتذكر أن الرسول الأكرم، كان قد عين في تلك الأثناء إبن عمه علي خليفة له..الرسول حينها كان في ايام محنته مع مرض الموت..لكن المنادي ناداه أن رتب أمرك يا رسول الله..فالوقت غيلة وعلي مفارق القوم بعدك في فتنة..!

بعد تلك الإيام الصعبة المعقدة، كان منادي السماء يستعجل الرسول، فالأحداث باتت تتزاحم بسرعة، والروم بجبروتهم كانوا على وشك ان يجهزوا على المسلمين، فهم يعلمون أن دين محمد، يمتلك كل عناصر القوة والثبات، وعلى الرغم من الضعف الظاهر فيهم، لكنهم يعلمون أن جيش محمد، يحمل عناصر قوته معه..فقد كان جيش الله بحق..

في تلك الأثناء، وفي نهاية شهر صفر، أمر النبي جميع الناس أن يكونوا مستعدين لمواجهة الروم، وفي اليوم التالي، استدعى النبي ُمولاه اسامة بن زيد وقال له: سر الى موضع مقتل ابيك، فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش.

مرض النبي في يوم الاربعاء واشتدت عليه الحمى والصداع، وفي يوم الخميس سلموا العلم لاسامة وقيل له: اغز باسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله.

نهض اسامة من محضر رسول الله، وذهب الى منطقة الجرف، منطقة قريبة من المدينة المنورة، ولم يبق احد من وجوه المهاجرين الاولين والأنصار، الا انتدب في تلك الغزوة فيهم: أبو بكر بن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وغيرهم.

ما يزال الشيطان يلعب لعبته، وثمة من يريد تعطيل حركة هذا الجيش، مرة خوفا من معركة كبرى قبالة الروم، ومرات لأن فيهم من تواطأ سرا مع الروم، وأخرى كانت احابيل من لعبة الجبن في فروة رأسه، فذهب المسلمون الذين كانوا سيشتركون في هذه الحرب إلى رسول الله، ودعوه قبل أن يذهبوا إلى معسكر اسامة.. لكن مرض النبي اشتد، وكان مرض الرسول حجة لرفض كثير من أصحابه، الذهاب إلى المعسكر!

حتى اسامة نفسه، وبسبب إشتداد مرض رسول الله، طلب من الرسول تأخير حركة الجيش، كي يستعيد عافيته، لكن رسول الله قال: انفذ ما أمرتك به.

في تلك السويعات الصعبة، فقد النبي وعيه بسبب شدة المرض، وبالمقابل كان الجندي القائد القادم من مشكلات الأمة، قد نهض وأعد الجيش للمعركة، وعندما عاد وعي رسول الله سأل عن اسامة وجيشه، فقال الحاضرون: “إنهم يتجهزون، قال النبي مكرراً: انفذوا بعث اسامة لعن الله من تخلف عنه.

في كال حال؛ كانت الصورة أن القائد الرسول يعرف ما يجري حوله، وأن دولته في مهب الريح، وكان تعلل بعض الصحابة بوفاة الرسول، سببا بتأخر تجهيز الجيش، وحيث تزامنت تحركات اسامة مع وفاة رسول الله، وحينما وصل الخبر برحيل الرسول رحلته الأبدية، عاد أسامة إلى المدينة المنورة..ولكن الوصية والجيش والواجب كانا معه ابدا.

كانت وفاة الرسول نقطة فارقة، وبعد أحداث الوفاة وما رافقها؛ من تطورات في طليعتها إجتماع السقيفة، حيث اجتمع اولئك الذين تعللو في الذهاب إلى الحرب، وتآمروا للاستيلاء على السلطة، وأخيراً بدأوا الفتنة وفرضوا أنفسهم على المجتمع الإسلامي.

ذاكرتنا مليئة بتلك الأحداث؛ التي اعادها علينا مؤرخو الإسلام الف مرة ومرة، وفي حروب أكثر حساسية و أهمية من حرب اسامة ضد الروم، مثل أحد وخندق، حيث رفض العديد من “الأصحاب” مرافقة الرسول، ولم يخوضوا الحرب، مرات لحب الحياة، أو لقلة الوعي، واخرى لجبنهم وخستهم، وأخرى لتواطؤهم مع العدو..ومنهم من كانوا عيونا له بالمخفي والعلن.

هنا أتى “اللعن” لمن تخلف عن جيش أسامة، وصار الملعونين “طبقة” إسلامية.

كان رسول الله مسؤولاً عن القيادة والإدارة الشاملة للمجتمع الإسلامي، وكانت وفاته لحظة حساسة للغاية، بالنسبة للمجتمع الإسلامي، لأن وقتها حان التوقيت لنقل السلطة، من رسول الله إلى خليفته علي بن ابي طالب، وفقا لأوامر ربانية.

بتنا نكتشف أن من لعنه رسول الله لتخلفه عن جيش أسامة، هم نفسهم الذين رفضوا حجة الوداع، وتخليف علي، ولم يكن هنالك من حاجة لإبداء القلق على ألأمة أوالرسول ولا هم يحزنون!

لم يكن من معنى له ابدا، لإنك ميت وهم ميتون..وهل يتآمر القلِق أو الحزين بعد وفات النبي، وأثناء غسله على الاستيلاء على السلطة؟!

لقد كانوا ملعونين ابدا، ليس لأنهم لم يعدوا نفسهم لقتال الروم، بل لأنهم نقضوا بيعتهم لعلي بن ابي طالب، ولأنهم خانوا واحدا من أكبر مواثيق ألأمة.

هنا تكمن نهاية قصة مبعث أسامة، وهنا يقف العقل الراهن محاسبا ماضيه، ويسأل بحرقة ،هل آباؤنا كانوا مع القاسطين الناكثين لعهودهم..وهل نحن مع إمام زماننا الجالس في زقاق النجف؟!

هل مات رسول الله وهو يكرهنا علنا؟!

لقد تكوَن لدينا جيل كبير من المسلمين، محنتهم أنهم ليسوا كذلك..

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال