تحدثت العديد من الصحف العالمية ووكالات الانباء والمراكز الاخبارية عن اتفاق وقف اطلاق النار في غزة الذي تم التوصل اليه بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس والكيان الصهيوني بعد حرب ابادة فظيعة راح ضحيتها عشرات الالاف من المدنيين الابرياء معظمهم من الاطفال والنساء ، مع تدمير هائل للبنى التحتية ، وتشريد حوالي مليوني فلسطيني من منازلهم بقوا يعيشون في ظروف صعبة مع النقص الحاد في الغذاء والدواء والمياه والكهرباء وكل مستلزمات الحياة.
صحيفة الغارديان البريطانية قالت في افتتاحيتها أن الاتفاق تأخر للغاية ، وإن الحاجة اليه كانت ماسة بسبب الاوضاع المأساوية والبائسة التي وصل اليها قطاع غزة ، مؤكدة على ضرورة احتضان الاتفاق والبناء عليه.
موقع ” انترسبت ” الاخباري قال أن الاتفاق جاء متأخرا للغاية ، بعد ان وافقت إسرائيل على وقف اطلاق النار الذي رفضته منذ اشهر ، وهو ما ادى الى قتل الآلاف من المدنيين.
مجلة نيوزويك اكدت في مقالة كتبها استاذ الفلسفة جون دافنبورت أن المعاناة الشديدة التي يعيشها اكثر من مليوني انسان في قطاع غزة ” ستستمر رغم التوصل الى وقف اطلاق النار “مشيرا الى أن اطفال غزة سيواجهون أهوالا لا يمكن وصفها ، ومستقبلا بلا أمل على الاطلاق ، كما ستظل وعود الغرب الفارغة ونفاقه بشأن معايير حقوق الانسان ظاهرة صارخة أمام العالم أجمع .
موقع ميدل ايست اي البريطاني اكد في مقالة أنه بعد خمسة عشر شهرا من القصف الاسرائيلي المستمر والذي تسبب في قتل وتدمير غير مسبوق في غزة ، يعتقد المحللون أن إسرائيل بعيدة جدا عن تحقيق اي نصر .
وأوضحت المقالة أنه على الرغم من قوتها النارية و اسلحتها المتطورة ، وحصولها على الدعم الدولي ، فقد فشلت إسرائيل في تحقيق اهدافها من وراء تلك الحرب ، وقالت إن هذا الفشل ، الذي رافقه خسائر كبيرة بشرية كبيرة ، قد كشف الأزمة العميقة داخل الجيش الاسرائيلي ، وفي الاستراتيجية السياسية الاسرائيلية.
موقع ميدل ايست مونيتور قال ” واخيرا ، وبعد خمسة عشر شهرا من الهجمات الوحشية ، وارتكاب جرائم ابادة غير مسبوقة ، وافقت دولة الاحتلال الاسرائيلية على وقف اطلاق النار من دون تحقيق أي من الاهداف التي صرحت بها في بداية حرب الابادة ؛ وهي تدمير حماس ، وتحرير الرهائن الاسرائيليين ، وضمان عودة آمنة للمستوطنين الصهاينة الى مستوطناتهم في غلاف غزة.
وكالة اسوشيتدبرس الاميركية قالت في تقرير لها أن اتفاق وقف اطلاق النار بين إسرائيل و حماس قد اعطى الأمل للفلسطينيين الذين مزقتهم الحرب في قطاع غزة ، و الى عوائل الاسرى الاسرائيليين ، ولكن الكابوس بعيد عن نقطة النهاية .
وفي التفاصيل ، قالت الوكالة ان الكثير من الفلسطينيين في قطاع غزة لا يعرفون فيما اذا كانت منازلهم ما تزال قائمة ، وأن الآلاف مازالوا تحت الانقاض ، الى جانب الدمار الشامل الذي قضى على مساحات واسعة من الاحياء التي لم تعد صالحة للسكن ، وسوف تحتاج الى عقود من الزمن لاعادة بنائها .