د. عامر الطائي ||
“شيعتنا لا يمزق بعضهم البعض”، بهذه العبارة المضيئة يلخص الإمام المعصوم عليه السلام فلسفة الوحدة التي يجب أن تسود بين أتباع أهل البيت.
إنها دعوة صريحة لنبذ الخلافات والتناحر، والتحلي بروح الأخوة التي تجعل المجتمع أكثر قوة وتماسكًا.
لقد أدرك الأئمة عليهم السلام أن التفرقة والتمزق هما السلاح الأخطر الذي يمكن أن يدمر أي جماعة، ولذلك كانوا يدعون إلى تغليب الحكمة والمصلحة العامة على النزاعات الفردية.
إن الاختلافات بين الأفراد والجماعات طبيعية، لكنها لا ينبغي أن تتحول إلى مصدر للعداوة والتناحر. بدلاً من ذلك، يجب أن تكون هذه الاختلافات منطلقًا للحوار والتفاهم، حيث يُثري كل طرف الآخر بخبراته ورؤاه.
الأمة التي تنشغل بصراعاتها الداخلية تُضعف نفسها أمام التحديات الكبرى، بينما الأمة الموحدة التي تحترم ذاتها وأفرادها هي التي تستطيع أن تبني مستقبلًا قويًا ومشرقًا.
كلمات الإمام ليست فقط رسالة إلى شيعته، بل هي دعوة لكل مجتمع ليعيد النظر في طريقة تعامله مع الخلافات.
علينا أن نستبدل الحسد والتنازع بالتعاون والمحبة، وأن ندرك أن وحدتنا هي مصدر قوتنا.
إذا استطعنا أن نطبق هذه الكلمات عمليًا في حياتنا، سنجد أنفسنا على طريق مجتمع أكثر انسجامًا وقدرة على مواجهة التحديات. فلا تكونوا ممن يمزقون أنفسهم، بل كونوا كما أراد الإمام، يدًا واحدة وقلبًا واحدًا.