محمد البدر ||
في الأساطير اليونانية القديمة هناك كائن اسطوري يُسمى الهيدرا له 9 رؤوس أو أكثر، كل ما قُطع له رأس نبت مكانه آخر وبذلك لايمكن قتله والقضاء عليه.
أنظمة الحكم التعددية هي بالضبط كما هذا الكائن، الكل مُشترك، والكل له تمثيل نيابي أو تنفيذي أو على الأقل له تمثيل حزبي أو سياسي.
انظمة الحكم التعددية مثل الهيكل القائم على أكثر من ركيزة، لايمكن هده بإزالة أي ركيزة.
انظمة الحكم في مصر وليبيا وتونس والسودان وسوريا واليمن والعراق 2003 كلها كانت تشترك بصفة تجمع بينها وهي انها انظمة حكم قائمة على الحزب الواحد والشخص الواحد.
النظام الليبي كان عبارة عن معمر القذافي.
النظام المصري كان عبارة عن حسني مبارك.
النظام اليمني كان عبارة عن علي عبدالله صالح.
النظام التونسي والسوداني والسوري والعراقي كلها كانت عبارة عن بن علي والبشير وبشار وصدام.
نظام الحكم الحالي في العراق هو نظام حكم جمهوري نيابي تعددي.
الكل مشترك في الحكم، كل المكونات الإجتماعية (شيعة، سنة، كورد، تركمان، مسيح، ايزيديين، صابئة،…)، وكل المكونات السياسية تقريباً مشتركة في الحكم (إسلامويين، قوميين، ليبراليين، يساريين،…..).
والكل لديه جماهير ومؤيدين.
الكلام عن إسقاط النظام كلام مُهرجين، وكلام لايمكن أن يصدر عن شخص يحترم عقله وعقول الآخرين.
مثلاً مَن سَيسقط ومَن سيبقى؟.
من القوة التي تمتلك القدرة على ذلك؟.
من البديل؟، وما هي مقبوليته عند الطرف المُتضرر؟.
منذ 2003 حتى 2017 حاول دول إقليمية عدة أن تُسقط هذا النظام، النتيجة كانت خسارتهم مئات مليارات الدولارات، وتأكيد صورتهم كداعمين للإrهاب، ثم النقلب السحر عليهم ونظام الأسد أحدهم.
بعض هذا الأنظمة عادت تستجدي العلاقات مع العراق، وبعد سنوات من التكفير والتحريض، فرشت السجاد الأحمر للعمائم الشيعية وفتحت لها باب الكعبة المشرفة.
مابعد 2017 وانتصار الحشد وظهوره كقوة رادعه، يختلف جذرياً عن ما قبل 2017.