علي رائد الكناني ||
محمد محمد صادق الصدر يعود نسبه إلى ال الصدر وهي الاسرة التي يرجع نسبها إلى الامام الحسين بن علي.
هو محمد محمد صادق بن محمد مهدي بن اسماعيل الصدر وتنسب عائلته إلى الامام موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليهما السلام وهم من السادة الموسويين.
تعرف اسرة الصدر بمكانتها العلمية والدينية المرموقة في العالم الشيعي حيث انجبت هذه الاسرة العديد من العلماء والمراجع الكبار ومن امثالهم السيد محمد باقر الصدر المفكر الإسلامي الكبير وكذلك السيد اسماعيل الصدر المرجع المعروف وكذلك من أنسابهم السيد موسى الصدر اشتهرت العائلة بأرتباطها بالفقه والاجتهاد إلى جانب مواقفهم السياسية والاجتماعية المؤثرة.
ولد السيد محمد محمد صادق الصدر في ٢٣اذار من عام ١٩٤٣ في مدينة النجف الأشرف في العراق نشأ في بيئة دينية وعلمية متميزة جدا حيث تلقى السيد تعليمه الديني في الحوزة العلمية في النجف الأشرف وهو بسن مبكر وتتلمذ على يد كبار العلماء ان ذاك.
التحق السيد محمد محمد صادق الصدر بالحوزة العلمية في مدينة النجف الاشرف وهو في سن مبكرة حيث بدأ دراسته الدينية في خمسينيات القرن العشرين وقد تتلمذ على يد كبار العلماء في الحوزة ومن أبرزهم السيد محسن الحكيم الذي كان المرجع الديني الأعلى انذاك .
وكذلك تتلمذ على يد السيد أبو القاسم الخوئي احد اعظم الفقهاء في مدينة النجف وايضاً تلقى تعليمه من السيد محمد باقر الصدر الفقيه والمفكر الإسلام الكبير وكان له تأثير عميق جدا في تكوينه العلمي والفكري واصل السيد محمد باقر الصدر دراسته حتى نال مرحلة الاجتهاد وقد اشتهر بسرعة استيعابه وتفوقه في الفقه والاصول مما جعله احد الشخصيات البارزة في الحوزة النجفية.
احب الناس سماحة المرجع السيد محمد محمد صادق الصدر والتف جمع من الشباب حوله لعدت أسباب ومن اهمها شخصيته والكاريزما التي يتحلى بها وكذلك اسلوبه الواضح والبسيط في خطاباته ومواقفه الجريئة التي لامست قلوب الناس وهمومهم وخصوصا الفقراء والمحرومين.
حيث كان السيد يستعمل لغة قريبة من الناس لغة واضحة وسهلة بعيدة كل البعد عن التعقيدات الفقهية المعتادة مما جعله هذا قريبا من عامة الناس وبل اخص الشباب منهم.
وبعد ان اغتال الطاغية صدام العديد من المراجع والعلماء وقف السيد في وجه النظام المجرم وقد تصدى لهم على الرغم من التهديدات التي تلقاها من صدام حسين واعوانه كان السيد صريح في خطاباته وفي كل موقف كان ينتقد الأوضاع السياسية مما جعله رمزا للمقاومة والجرأة وقد احيا السيد صلاة الجمعة وجعلها وسيلة لتوعية الناس والمجوع التي كانت تلتف حوله بأعداد كبيرة وخصوصا في جامع الكوفة حيث تحولت صلاة الجمعة إلى حركة اجتماعية وسياسية تعارض النظام الفاجر.
وكان السيد داعماً حقيقياً إلى الشباب يستمع لهم ويهتم بمشكلاتهم وركز على القضايا التي كان يعاني منها الشباب انا ذاك مثل الفقر والبطالة ودعا إلى الاهتمام بهم علميا وروحيا وبسبب هذه العوامل جعلت من السيد شخصية محبوبة في الوسط وخصوصاً تعلق الشباب به حيث وجدوه قائداً حقيقي لهم مما شكل هذا خوف عميق وتزلزل في قلوب اعدائه الحزبيين مما تقرر اغتياله
اغتال نظام صدام حسين السيد محمد محمد صادق الصدر في ١٩من شهر شباط سنة ١٩٩٩بسبب شعبيته المتزايدة ومواقفه المعارضة للنظام والسلطة تم اغتيال السيد في مساء ال١٩من شباط بينما كان السيد الصدر يستقل سيارته في مدينة النجف الاشرف وبرفقته نجليه مصطفى ومؤمل تعرضوا لكمين محكم من قبل قوات النظام التابعة لصدام حسين وفتحوا النار عليه وعلى نجليه ليلقوا مصرعهم وهم مخضبين بدمائهم الزكية وتركوهم مرميين في وسط الشارع لساعات طويلة كنوع من الترهيب لاتباع السيد.
وقد فرض انا ذاك النظام المجرم تعتيماً إعلامي على الجريمة وقد منعوا إقامة تشييع كبير وقمعوا اي احتجاج وعلى الرغم من مضايقاتهم إلا انهم فشلوا وقد اقيمت احتجاجات كبيرة وواسعة في عموم العراق وخصوصا في النجف الاشرف وكذلك بغداد والبصر والديوانية.
وعلى الرغم من قتله استمرت حركة السيد الصدر بعد اغتياله حيث تأثر به العديد من الشباب والمجتمع الشيعي ليكون ايقونة شعبية يهتف بها كل الأحرار ويبقى اسمه شامخاً
قدم سماحة المرجع محمد محمد صادق الصدر العديد من الانجازات المهمة في الحوزة الدينية حيث سعى إلى اصلاحها وتطويرها.
حيث كسر حالة العزلة التقليدية للحوزة وجعلها اكثر ارتباطاً بالقضايا الاجتماعية والسياسية وقد أوصل رسالة شديدة مفادها ان دور المرجع لايقتصر على الفقه بل يجب ان يكون حاضراً في حياة الناس
وقد بسط المناهج الحوزوية ايضاً لتكون اكثر فهما وقابلية التطبيق ودرس البحث الخارج واعد جيل جديد من العلماء وقد كان طلابه من النخبة واستخدم اسلوب جلي وجديد في الاستدلال الفقهي والاصولي وقد اصدر العديد من المؤلفات الفقهية الضخمة من أبرزها
موسوعة الامام المهدي(عج)
هذه الموسوعة ضخمة تتناول عدة اجزاء عن الامام المهدي ومنها جوانب فقهية وعقائدية وتاريخية
وكذلك الف كتاب ما وراء الفقه
كتاب يجمع الاسئلة الفقهية غير التقليدية لم تطرح سابقاً مع اجابات اجتهادية جديدة
وكذا تاريخ الغيبة الكبرى
تعد دراسة معمقة حول عصر الغيبة وابعادها الفقهية
نستطيع ان نلخص دوره بأنه احدث انتقالة نوعية في الحوزة العلمية حيث قربها من المجتمع وقد شجع الاجتهاد ودعم الطلبة وقد جعله ذلك احد اكثر العلماء تأثيرا في النجف والعالم الإسلامي ولكي لا ننسى انه يكفي خرجت من تحت عباءته مجموعة من المقاومين تصدو للاحتلال الأميركي وقد تصدو أيضا لعصابات داعش والتكفيريين.