علي عنبر السعدي ||
– ولكم لعبتوا ارواحنا –
مرّ زمان على هذه ((اللمّة) أي الأمّة ، كانت الأسواق فيها تمتلئ بكتيبات (كيف تتعلم الانكليزية في خمسة أيام دون معلم) ولأن التكلم بالإنكليزية – خصوصاً – يمنحك الشعور بالثقافة العالية والتفوق المجتمعي باعتباره (يرطن بالانكريزي)- وهكذا ترى كثيرين شيباً وشباناً – خاصة ممن فاتهم التعليم – وهم يدسون خشومهم في تلك الكتيبات ،فيحفظ كلمات ينساها بعد دقائق ،ليبدأ من جديد .
مواقع التواصل باتت اشبه بتلك الكتيبات مع تغير العنوان ،”كيف تطش في كم يوم دون معلم ” ؟والأمر متيسراً للجنسين .
– القوارير شهرتهن اسهل ،يكفي ان تستغل مفاتنها ،فتظهرها في مقاطع ((ريلز)) أو تدعي ان هناك من يتحرش بها ،أو ان فلان اشترى لها تاهو ،أو انها لاتقبل باعلان الا بعقد الماس او شقة حديثة – فيروز زمانها وام كلثوم اوانها – وتيتي ورا تيتي ،تصبح البزونة صاحبة شهرة .
– أما الزعاطيط والمعاطيط والمدعبلين والما معروف منين ، فأمرهم كذلك ليس صعباً :
– بضع منشورات – مليئة بالأخطاء من كل صنف ونوع – تشتم فيها ايران وتعتبرها الخطر الأكبر على بلادك – بل وعلى جميع المنطقة .
– تهاجم الحشد بكل ما أوتيت من فحيح وقيح ،وتقول انهم ذيول – ولائيين – شروكَية – معدان – وتطالب بحلهم أو اذا كانت فيك شوية وطنية ملتصقة بمؤخرتك ،تطالب بدمجهم في القوات المسلحة – كأفراد- .
– ومع اقوالك تلك ،لابد وحتماً ،أن تضع كل شتيمة ومثلبة بالأحزاب الفاسدة وحكومتها- الخايسة – وان العراق في عهدها ،عبارة عن فساد في فساد في فساد – ينتشر في كل مفاصل وشارع وبيت ودائرة ،وأنت الوطني الغيور والجسور – المختبئ في حضن منزله ايام الحزّة واللزة – تنتفض الان غضباً وتتهم الشعب بالجبن والتخاذل ،لأنه لم يخرج شاهراً عورته .
– ولاتنسى الركن الأهم والمقصد الأكبر ،ان تهاجم المرجعية والشعائر الهمجية ، وتضرب رأسك بكعب الابريق ،وانت تردح “ماكو عراق “..
– وطبعا لن تنسى ان توجه الاتهام اللاذع والقاطع ،لكل من يخالفك في هذا الصراخ الهستيري ،بأنه (مستفيد) حتى لو كان جنابك من المستفيدين بعشرة اضعاف مما تدعيه .
بتنفيذ هذه النقاط ،أضمن لك ان الكثير من (الفضائيات) ستطلب استضافتك باعتبارك ((محللاً ))سياسياً
،وتنقل حسابات وهمية ،كل ماتكتبه مع حملة اعجابات وتعليقات تشيد بك وتعتبرك وطنيا خالصاً ،وجريئاً مقداماً .
ومبارك مقدماً ..ياقارورات وبزازين الزمن المهترىء .
