الشيخ مازن الولائي
من دونها تلك “المشاعر” ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) القصص ٥٦ . يصعب ذا الاندماج والاشتراك العاطفي، وإلا كيف هرعت الشباب والكهول إلى ساحات التشييع في لبنان وتلك ما كانت خالية من الخطر! بل توجس الكثير همجية العدو وضربه للمواثيق والأعراف! لكن في جوانحنا همس كأنه حادي النياق ساعة استنهاضها حيث يبث فيها روح الاستثارة لتقوى على الحمل الثقيل.
على غرار..
كأنّ يداً مِن وراء الضريح
حمراء مبتورةَ الإصبع.
يدا بدأت ترتب ساحات الظهور وترفع همم بيئة التمهيد، وأمة حزب الله اول من قصدها الوعي والبصيرة، لذا كان الفداء العظيم منها لتستوعب ما ينتظرها، يدا ترى ضرورة التلاقي المشاعري والاشتراك بإحساس مسؤول يشكّل منظومة مرحلة مقبلة ذوبان الفوارق بين أبناء محور المقاومة، وما مشهد شباب العراق وإيران وتونس وسوريا واليمن ونيجيريا وشعوب متفرقة هرعت لتذرف الدموع وتصرخ من وجع أن جرحكم جرحنا العميق،
وأن ما من فقدتم هو شخص من بين عوائلنا نجمه افل، رؤية جديدة تتشكّل وسجادة خيوطها من حرير الولاء العملي نسجت، مشهد لا يقبل التآويل بغير ضرورة فتق الحدود ومحو الجغرافيا وخرائط الاستكبار، وآن آون تنفيذ مشروع “الحضارة الإسلامية” بقيادة الدماء الفوارة والزاكية، التي حلت محل ألوان منها صيغت صورة عاطفية رأيناها في عيون من ينظرون إلينا والخدود عليها تلألأ دمعة صافية الله يا شعب الحسين..
رجعنا وناقوس يؤذن بداية عهد سيختلف بحسب عمق الجرح وغزارة الدماء..
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر قادم ..