حسين سالم
عندما تعزف أبواق الإعلام الخليجي لحن الحرب، فإنها لا تفعل ذلك بحثًا عن الحقيقة، بل تردد أصوات من خلفها يسعون لتحقيق مصالحهم الخاصة، موجهين أصابع الاتهام إلى اليمن وشعبه. وبدلاً من أن يكون الإعلام منصّة للحقائق، أصبح أداةً لتشويه الواقع، حيث تحاول تلك الأبواق تصوير اليمن وكأنه مصدر التهديد، بينما هو في الواقع ضحية مؤامرات خارجية. وفي ذات الوقت، تُحلق الطائرات الأمريكية في سماء اليمن، ليست بهدف إحقاق السلام، بل لاستعراض القوة في محاولة لفرض السيطرة على أرض كانت ولا تزال تُنادي بالحرية والكرامة.
لكن، على الرغم من الضجيج الإعلامي والضربات الجوية، يبقى اليمن ثابتًا كجباله الشامخة. فالإرادة اليمنية لا تتزعزع، ولا تُسحق بالقنابل ولا بالتشويه الإعلامي. ومع مرور السنوات، بات العالم يشهد على صمود اليمن الذي أثبت أنه لا يمكن لأي قوة، مهما كانت عظمته، أن تمحو عزمه أو تكسر إرادته.
إن الحرب على اليمن هي حرب الروايات قبل أن تكون حربًا عسكرية. هي صراع من أجل كسر النفس الحرة، لكن اليمن لا يزال يقاوم، لأن مقاومته ليست مجرد حرب بالسلاح، بل هي حرب من أجل الحفاظ على الهوية، على المبادئ، على الحق في تقرير المصير. قد يظن البعض أن القوة العسكرية يمكن أن تقلب الموازين، ولكن الحقيقة التي أثبتها اليمن هي أن الشعوب لا تُقهر عندما تكون مصممة على البقاء.
في هذا السياق، فإن العدوان على اليمن ليس حربًا عسكرية فقط، بل هو محاولة لطمس الحقيقة وتغيير الرواية، لكن في النهاية، سيبقى اليمن، كما جباله، صامدًا أمام العواصف، مؤمنًا بأن الحق سينتصر في النهاية، وأن إرادة الشعوب لا تُقهر.