الشيخ الدكتور عبد الرضا البهادلي ||
📍لم أشاهد مسلسل “الطليق وابن الطلقاء” الذي يتناول شخصية معاوية بن أبي سفيان، فهذا مما ينبغي على الصالحين وأهل الإيمان تجنّب مشاهدته، إذ لا يعدو كونه محاولة مكشوفة لتزييف الحقائق وتلميع صفحة تاريخية ملطخة بالظلم والاستبداد والفساد ومحاربة اولياء الله واغتصاب الحق من اهله ، سعى أصحابها إلى طمس الحقيقة بطلاء زائف من البطولة والفضيلة……
📍إن أخطر ما في هذه المحاولات هو تشويه التاريخ وتحريفه، كما هو الحال في تقديم هند بنت عتبة، التي كانت من أشدّ أعداء الإسلام، بل لم تدخله إلا عنوة بعد فتح مكة، والتي اشتهرت بفعلتها الشنيعة يوم أحد، حين قامت بالتمثيل بجثمان سيد الشهداء حمزة حيث أكلت كبده .
ومع ذلك، نجد اليوم من يحاول تصويرها على أنها نصيرة للإسلام، بل يصل التزوير إلى حدّ الادعاء بأنها استشهدت في معركة اليرموك، رغم أن الثابت تاريخيًا أنها توفيت سنة ١٤ هـ، أي قبل وقوع المعركة بعامٍ كامل، حيث كانت اليرموك في سنة ١٥ هـ.
📍وهكذا يُكتب التاريخ بأقلام السلطة، لا بأمانة المؤرخين والكتاب . فالتزوير لم يكن مجرد اجتهادات فردية، بل سياسة ممنهجة انتهجها حكّام ظالمون وفاسدون، سخّروا الإعلام والدعاية لخدمة مصالحهم، حتى غدت الحقائق تُطمس، والأباطيل تُروّج، تحقيقًا لأجندات خبيثة تخدم قوى الاستعمار والاستكبار ……
📍ليس غريبا أن تكون هذه المحاولات جزءًا من مشروع غربي ماسوني يسعى لإعادة تشكيل المنطقة وفقا لمصالحه، بزرع الفتن وتأجيج الصراعات الطائفية بين الشيعة والسنة، بعد أن أدرك أعداء الأمة أن وحدتها هي أكبر خطر يهدد نفوذهم وهيمنتهم في المنطقة .
📍املنا بالله تعالى أن يجعل كيدهم ومكرهم في نحورهم وكما قال الله تعالى: ” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” وكذلك يقول تعالى “يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”
📍ويبقى أمام أحرار الأمة من مثقفين وكتاب هو التصدي لهذا التزييف المتعمد ، وكشف الحقيقة وبيانها للناس ورفض التاريخ المزور الذي يخدم الطغاة والمستكبرين والفاسدين. لنكون كما وصفنا الله تعالى : ( كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ).