متابعة – سمير السعد
لم يكن أداء منتخبنا الوطني لكرة القدم الخاسر أمام شقيقه الفلسطيني (2-1) اليوم (الثلاثاء) سوى انعكاس واضح لحالة التراجع الفني والتكتيكي التي يعيشها المنتخب في تصفيات الدور الثالث المؤهّل إلى مونديال 2026، فالفريق الذي لا يحلم ولا يطمح لا يمكنه التفكير بالتأهّل إلى كأس العالم، خاصّة مع هذا الأداء المتواضع الذي لا يرتقي إلى مستوى المنتخبات المنافسة!
في مباراة كانت في متناول اليد، لم يتمكّن المنتخب العراقي من الحفاظ على تقدّمه لخمس دقائق فقط، في مشهد يعكس التخبّط التكتيكي للمدرب الذي فشل في قراءة المباراة وإدارة مجرياتها.
أمام فلسطين، بدا المنتخب العراقي بلا هويّة، غابت الترابطات بين الخطوط، وظهر اللاعبون في حالة شرود ذهني واضح، ممّا أدّى إلى انهيار الفريق بشكل مُحبط للجماهير العراقيّة الشغوفة بتحقيق حُلم المونديال.
كان الأداء ضعيفًا، والخطّة عشوائيّة، والمنتخب افتقد للحلول أمام منتخب فلسطيني لعب بروح قتاليّة عالية واستطاع فرض نفسه على مجريات اللقاء.
وبرغم التحذيرات السابقة والمطالبات بضرورة تعديل المسار، إلا أن الأخطاء استمرّت، وتكرّرت نفس المشكلات الفنيّة والتكتيكيّة. مدرب لم يثبت كفاءته، منتخب بلا هويّة واضحة، وأسلوب لعب عقيم لا يليق بفريق يطمح إلى منافسة كبار القارّة الآسيويّة.
لم تكن هذه مجرّد خسارة نقاط، بل خسارة حُلم كان قريبًا نوعًا ما، لكنه بات يتلاشى أمام أعين الجماهير العراقيّة، التي لم تعد ترى سوى ضياع الأموال والفرص، وتبدّد الأمل الذي كان يراودها.
الطريق القادم أكثر وعورة، فمواجهات العراق القادمة أمام كوريا الجنوبيّة والأردن لن تكون سهلة، بل ستكشف المزيد من العيوب والمشكلات التي لم تجد لها حلولاً حتى الآن. فبينما تتطوّر المنتخبات الأخرى وتزداد قوّة، لا يزال المنتخب العراقي عالقًا في دوّامة التخبّط الفني والتجريبي، وسط غياب رؤية واضحة من الجهاز الفني الذي يبدو غير قادر على توظيف إمكانيّات لاعبيه بالشكل الأمثل.
لقد حذر الجميع من استمرار التخبّط في التشكيلة والتكتيك، لكن الإصرار على النهج ذاته جعل المنتخب يدخل في مرحلة حرجة، قد تنهي آماله رسميًّا في بلوغ الحُلم. وبرغم ذلك، يبقى السؤال الأهم: لماذا يستمرّ الاتحاد العراقي لكرة القدم في الإصرار على هذا الكادر التدريبي برغم كُل هذا الفشل؟ ما السر وراء هذا التمسّك غير المبرّر؟ وهل هناك مصالح خفيّة تعيق اتخاذ القرارات الصائبة التي تصبّ في مصلحة الكرة العراقيّة؟
أسئلة كثيرة تطرحها الجماهير، لكن الإجابات تظلّ غائبة، تمامًا كما غاب الأداء المقنع عن المنتخب داخل الملعب.