د. عبد الله علي هاشم الذارحي ||
أهم مـا ورد في كلمة السيد القائد
كشف السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي في كلمته عصر أمس تفاصيل جديدة في المواجهة مع القوات الأمريكية في البحر والعمليات اليمنية التي تستهدف أهدافا إسرائيلية في عمق الأراضي الفلسطينية ، مؤكدا تطور القدرات الدفاعية الجوية للقوات المسلحة اليمنية خلال تصديها للعدوان الأمريكي المتواصل على اليمن ..
وقال السيد الحوثي في خطاب له اليوم الخميس ، حول آخر التطورات أن هناك عمليات اعتراض ناجحة، وقد فشل الأمريكي بسببها في تنفيذ عدة عمليات وفي قصف أهداف متعددة في اليمن..
مشيرا الى ان القوات اليمنية نفذت اربع عمليات إطلاق لصواريخ قدس على طائرات التنصت والتزود بالوقود وطائرات حربية أمريكية في البحر الأحمر، كما نفذت أكثر من 11 عملية اعتراض وتصدي لطيران العدو الأمريكي بما فيها ضد طائرات الشبح، وتم إفشال عدد من العمليات..
موضحا ان اجمالي العمليات اليمنية منذ 15 رمضان الماضي تُبين حجم الإسناد وفاعلية الموقف وقوة العمليات، اليمنية التي نفذت 33 عملية ضد حاملة الطائرات والقطع البحرية المرافقة لها بـ122 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة..
واضاف السيد عبدالملك “من نتائج عملياتنا حيّدت بشكل شبه كامل دور حاملة الطائرات في البحر الأحمر، لذلك لجأ العدو لاستقدام حاملة طائرات أخرى”.
وتابع من “نتائج عملياتنا ضد حاملة الطائرات ترومان لجوء العدو الأمريكي إلى استخدام طائرات الشبح، ولجوء الأمريكي للاعتماد على قاعدة في المحيط الهندي تبعد قرابة 4 آلاف كم سببه الفشل وضعف الفاعلية لعملياته..
وبين قائد انصار الله أن “ما تقوم به حاملة الطائرات ترومان أصبح عملاً دفاعياً بالدرجة الأولى، وبالكاد تدافع عن نفسها أمام عملياتنا، وأن عملياتنا ضد حاملة الطائرات ترومان وضعها في حالة دفاع دون أن تتمكن من تأمين الملاحة الإسرائيلية”..
وأشار إلى أن استقدام حاملة طائرات أخرى هو فشل يؤكد أن ترومان لم يكن لها دور مؤثر لتحقيق الأهداف الأمريكية، مؤكداً أن الموقف اليمني فعال ومؤثر وقوي، ولهذا لجأ العدو الأمريكي إلى استقدام المزيد من إمكاناته وقدراته..
وواصل السيد الحوثي : “نفذنا 26 عملية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدد 30 ما بين صاروخ باليستي وفرط صوتي وطائرة مسيرة، موضحاً أن حجم عملياتنا وزخمها يؤكد بأن القدرات -بحمد الله- لا تزال معافاة وقوية جداً ولم تتأثر بالعدوان الأمريكي..
وأكد أن القدرات العسكرية اليمنية تتنامى وأن المعنيين يزدادون في هذه المجالات ابتكارا وإتقاناً على المستوى التقني والتصنيع التكتيك العملياتي، لافتاً إلى أن “الأدلة الواضحة في زخم العمليات وفاعليتها وتنوعها وقوتها وما تحققه من نتائج في اعتراف واضحة للأمريكيين والإسرائيليين أنفسهم”.
ووجه قائد انصار الله رسالة هامة للأمريكيين قائلاً: “ما نقوله لكم أن عدوانك على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”..
كما أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي أن جبهة اليمن المساندة لغزة هي جبهة قوية وملهمة وتمثل حافزاً ونموذجاً مهماً للآخرين..
وأشار إلى أن العدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي يهدف للتأثير على الموقف اليمني بكل الوسائل،وفي مقدمتها العدوان الأمريكي المتواصل على اليمن..
وقدم السيد الحوثي إحصائية حول جرائم العدو الأمريكي على اليمن خلال هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن العدو الأمريكي نفذ هذا الأسبوع أكثر من 220 غارة بواسطة طائرات الشبح والطائرات الحربية F18 وأنواع أخرى، وأنه كثف من عدوانه على اليمن ، ونفذ خلال شهر أكثر من 900 غارة وقصف بحري..
ولفت الى ان إجمالي عمليات القوات اليمنية خلال هذا الشهر، بلغت 78 وتم تنفيذها بـ171 صاروخا باليستيا ومجنحاً وفرط صوتي وطائرة مسيرة..
وأوضح أن العدو الأمريكي يستهدف الكثير من الأعيان المدنية، وأن عدوانه فاشل ولن يتمكن أبداً من إيقاف العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، وأن العدوان الأمريكي لم يتمكن من تأمين السفن الإسرائيلية، وأن البحرين الأحمر والعربي لا يزالان مقفلين تماماً في وجه العدو الإسرائيلي..
وأكد إن الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي، مضيفا بالقول ” لا نتيجة للعدوان الأمريكي في تحقيق أهدافه لإسناد العدو الإسرائيلي وحمايته وتمكينه من الملاحة من جديد”.
وبخصوص عمليات قواتنا المسلحة خلال هذا الأسبوع في عمق الكيان الإسرائيلي ، أشار السيد الحوثي إلى أنها تمت بالقصف الصاروخي وبالمسيرات باتجاه يافا المحتلة وعسقلان، وكذلك بالصواريخ الفرط صوتية، وذو الفقار، وأنها تزامنت مع “عيد الفصح اليهودي” و قال ” هي هدية العيد لأولئك المجرمين “.
ولفت إلى أن العملية الأخيرة في يافا المحتلة وأسدود دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي في إيقاف العمليات اليمنية أو الحد من قدراتها ، وأن القوات المسلحة اليمنية تواصل التصدي للعدو الأمريكي والاستهداف المستمر لحاملة الطائرات والاشتباك معها..
وأكد السيد عبدالملك الحوثي أن إسقاط الطائرة التاسعة عشرة من طراز إم كيو9 إنجاز مهم لأن العدو الأمريكي يعتمد عليها بشكل كبير , وقال ” هذا يدل على فاعلية قواتنا المسلحة وتصديها للعدوان بفاعلية وتأثير كبير “.
وأشاد السيد الحوثي – بالخروج المليوني العظيم للشعب اليمني، مؤكداً أنه يتصدر كل البلدان وعلى مستوى العالم وعلى مستوى أمتنا الإسلامية..
وقال إن الخروج المليوني في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات هو أكبر مشهد عالمي للخروج الشعبي المتضامن مع الشعب الفلسطيني وكذلك الحضور في بقية المحافظات..
وأضاف أن “الموقف اليمني يتميز بتكامله رسمياً وشعبياً وعلى مستوى المجالات عسكرياً وشعبياً في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”، لافتاً إلى أن الأنشطة الشعبية من مظاهرات وفعاليات وندوات ووقفات هي في اتساع في مختلف المحافظات واستمراره بالثبات على الموقف ميزة عظيمة..
وبشأن تطورات العدوان على غزة، أوضح السيد الحوثي أنّ “العدو الإسرائيلي، يسعى مع الأميركي، لابتزاز الشعب الفلسطيني للإفراج عن الأسرى، من دون التزام بما تم الاتفاق عليه سابقاً”.
وقال إنّ “العدو الإسرائيلي يعمل مع الأميركي على تجاوز ملف الأسرى أو الإفراج عنهم من دون صفقة تبادل”.
وبيّن السيد الحوثي أنّ “الإفراج عن الأسرى الصهاينة لا يحظى باهتمام حكومة العدو، على الرغم من مناشداتهم المتواصلة”، مشيراً إلى أنّ “مطالب حركة حماس هي استحقاقات إنسانية للشعب الفلسطيني في حدها الأدنى، ولكن الطغيان الأميركي والإسرائيلي يتنكر لذلك”..
ولفت السيد الحوثي إلى أنّ معظم سكان قطاع غزة “تحولوا إلى نازحين مع تواصل العدوان الإسرائيلي بشراكة أميركية”، بحيث “يواصل العدو الإسرائيلي عدوانه الوحشي على غزة، ويلقي القنابل الأميركية على النازحين”..
وتابع أنّ “العدو يواصل استهداف المنشآت الصحية، على الرغم من تضرر القطاع الصحي، كما حصل في المستشفى المعمداني”، كما و”يواصل حرب التجويع لأكثر من شهر ونصف، مع اعتراف أممي بالمعاناة، بسبب منع دخول المواد الغذائية”..
وشدّد السيد الحوثي على أنّ العدو الإسرائيلي “يستخدم كل أصناف جرائم الإبادة في قطاع غزة”، فيما “يحاول احتلال مدينة رفح بشكل كامل، الأمر الذي يشكل تهديداً للأمن القومي المصري، وانتهاكاً للاتفاق الإسرائيلي – المصري”.
وأشار إلى يوم الأسير الفلسطيني، قائلاً إنّ “هناك معاناة للآلاف من المعتقلين الفلسطينيين في سجون العدو الإسرائيلي”، مؤكّداً أنّه “لا يمكن شطب ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو وتجاوز معاناتهم”..
وفي السياق، أكّد السيد الحوثي أنّ “من حق الشعب الفلسطيني أن يكون هناك صفقات تبادل في مقابل الأسرى، فيما العدو الإسرائيلي يمارس عملية الاختطاف بشكل يومي”.
ولفت إلى أنّ “هناك أعداداً كبيرة يقوم العدو الإسرائيلي باختطافهم وأسرهم وإدخالهم إلى السجون من الضفة الغربية ومن القطاع، مع الإهمال الطبي والحرمان من كل الحقوق الإنسانية للمعتقلين”، مبيّناً أنّ “القتل والاختطاف والتدمير المتواصل في الضفة الغربية يهدف إلى التهجير القسري للشعب الفلسطيني”.
وبشأن الاقتحامات اليومية والتدنيس المستمر للمقدسات، شدّد السيد الحوثي على أنّ السكوت عن ذلك “هو تفريط كبير من المسلمين بها”.
وأضاف أنّ اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى “جريمة كبيرة جداً، ويفترض بالمسلمين ألاّ يسكتوا عنها، وأن يكون لهم تحرك جاد”.
ورأى السيد الحوثي أنّ “العدو الإسرائيلي مطمئن مع غياب التحرك العربي الفعلي والجاد”، فيما “الأميركي يكثف في هذه الأيام تزويد إسرائيل بشحنات الأسلحة الضخمة لإبادة الشعب الفلسطيني”.
“إسرائيل لديها أطماع واضحة في لبنان”
كما تحدّث السيد الحوثي عن مستجدات الأوضاع في لبنان، مشيراً إلى أنّ “إسرائيل مستمرة في انتهاكها للاتفاق مع لبنان بتشجيع ودعم أميركي”، بحيث إنّ “أطماع العدو الإسرائيلي في لبنان واضحة، وهو محسوب ضمن مشروع إسرائيل الكبرى”.
وأوضح أنّه “لو تمكن العدو الإسرائيلي في عدوانه الكبير ضد لبنان لقام فعلاً باجتياح كامل للبلاد”، فهو “يطمع بالسيطرة التامة على لبنان، وأن يكون خاضعاً له”.
وأشار إلى أنّ “العدو الإسرائيلي يسعى الآن إلى أن يبدأ بعمليات نهب لنهر الليطاني ولديه أطماع واضحة”، وهو “يشكّل خطراً وتهديداً ضد لبنان وهو المشكلة والشر على لبنان، أمّا حزب الله، فهو يقوم بأعظم دور في إطار الحق المشروع لإنقاذ البلاد”.
وتابع أنّ “حزب الله حقق انتصارات كبيرة على العدو الإسرائيلي لم يسبق أن تحقق مثلها للمسلمين والعرب ضد الاحتلال”، مؤكّداً أنّ “من واجب كل اللبنانيين رسمياً وشعبياً أن يكونوا مساندين للمقاومة وداعمين لها، وأن يدركوا أنّها خيار الضرورة الذي لا يمكن الاستغناء عنه”.
وقال إنّه “لو تمّ التفريط بخيار المقاومة في لبنان، لتحولت المسألة إلى خطر كبير جداً، وخسارة للحرية والاستقلال”، لذلك “الواجب هو المساندة لحزب الله وليس التآمر على المقاومة، التي قدمت أعظم التضحيات لحماية البلاد وكرامة الشعب اللبناني”.
وأضاف السيد الحوثي أنّه “لا ينبغي التجاهل لأولويات لبنان والذهاب نحو تبني أولويات العدو الإسرائيلي بالمطالبة بتسليم سلاح المقاومة”، مشيراً إلى أنّه “يفترض أن يكون التوجه في لبنان هو إرغام العدو الإسرائيلي على تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وإكمال الانسحاب من الأراضي اللبنانية”.
“شعوبنا بحاجة ملحة إلى امتلاك إمكانات الردع والحماية”
وفي الإطار، بيّن أنّ “كل ما يعمل عليه العدو في فلسطين ولبنان وسوريا، شاهد واضح على أنّ شعوبنا بحاجة ملحة إلى أن تمتلك إمكانات الردع والحماية”، موضحاً أنّ المقاومة الفلسطينية هي التي “أعاقت طوال العقود الماضية التهجير الكامل للشعب الفلسطيني، والتصفية الكاملة للقضية”.
لذلك، فإنّ “أي طروحات لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية غير منطقية وسخيفة”، بل إنّ الشعب الفلسطيني هو “الأولى بامتلاك السلاح للدفاع عن الأرض والعرض، وينبغي أن يكون هناك اهتمام كبير بتسليحه”، وفق ما أكد السيد الحوثي.
ولفت إلى أنّ الشعب الفلسطيني “صاحب الحق وهو المعتدى عليه، ومجاهدوه يمتلكون الضوابط والالتزامات الإنسانية والأخلاقية”.
وأضاف أنّ “من المؤسف جداً أن يكون هناك تبنٍّ من بعض الأنظمة والقوى العربية لنزع سلاح المقاومة في غزة ولبنان”، لأنّ “نزع سلاح المقاومة معناه أن يتحول الشعب الفلسطيني والشعوب العربية إلى مجرد خرفان يذبحها العدو في أعياده”، فأن “تكون شعوبنا منزوعة السلاح ومجردةً من كل وسائل القوة، معناه أن تكون مستباحة وأن تُقتل بكل بساطة ومن دون ردة فعل”.
وقال السيد الحوثي إنّ “أيّ شعب مسلم يُستباح ويُقتل لا يتدخل أحد، لا من الأمم المتحدة ولا من مجلس الأمن، أمّا الأوروبيون فهم يبتهجون لذلك”، لذا فإنّ “شعوب أمتنا هي الأولى بأن تتوفر لها وسائل الحماية والقوة لتدفع عن نفسها الخطر بدلاً من التماهي مع الطرح الإسرائيلي والأميركي”.
وعليه، فإنّ من واجب الأمة الديني والإنساني والأخلاقي، بحسب السيد الحوثي، أن “تتحرك في إطار مواقف عملية لمساندة الشعب الفلسطيني”، فإن لم تتحرك الأمة على مستوى الموقف العسكري، “فلتتحرك في بقية الخطوات كالمقاطعة السياسية والاقتصادية”.
في الإطار، لفت السيد الحوثي إلى الخطوة التي قامت بها جزر المالديف في منع السياح الإسرائيليين من دخول البلاد، مؤكّداً أنّها “خطوة عملية وكان لها قيمة”، كما أشار إلى “خطوة بنغلادش العملية في المقاطعة السياحية مع العدو الإسرائيلي”.
وشدّد على أنّ “الخطوات العملية هي المطلوبة لأنّ الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية لم يصل بعد إلى أي موقف عملي أو خطوة عملية”، بحيث إنّ “الصوت الإنساني المتضامن مع الشعب الفلسطيني ينبغي أن يتنامى وأن يتسع في كل البلدان وأن يحظى بالتشجيع”.
وأمل السيد الحوثي تنامي التظاهرات التي خرجت في بلدان كثيرة وأن تتوسع وتكبر، وأن تترافق التظاهرات مع الأنشطة الطالبية من جديد كما كانت في الأشهر الماضية، على الرغم من كل ما تتعرض له هذه التظاهرات من قمع وتضييقات، خصوصاً في الولايات المتحدة وبعض البلدان الأوروبية.
وأشار إلى أنّ اليمن “يتصدّر كل البلدان على مستوى العالم، وعلى مستوى الأمة الإسلامية في خروجه الشعبي المليوني العظيم جداً”، بحيث إنّ الخروج المليوني في العاصمة صنعاء في ميدان السبعين “أكبر مشهد عالمي للخروج الشعبي المتضامن مع الشعب الفلسطيني وكذلك الحضور في بقية المحافظات”.
وأكّد السيد الحوثي أنّ الموقف اليمني “هو حالة فريدة وملهمة ونموذج لبقية البلدان والشعوب”.
اعتقد ان مابعد الكلمة ليس كما قبلها