جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف الفساد الأمريكي من مهاوي الرذيلة إلى نبش القبور..!

الفساد الأمريكي من مهاوي الرذيلة إلى نبش القبور..!

حجم الخط

 



القاضي حسين بن محمد المهدي ||



مِمَّا لَا رَيْبَ فِيهِ أَنَّ النِّعْمَةَ تَزُولُ بِالكُفْرَانِ، وَأَنَّ القُدْرَةَ تَزُولُ بِالعُدْوَانِ، وَأَنَّ الدَّوْلَةَ تَزُولُ بِالإسَاءَةِ وَالخِذْلَانِ، وَأَنَّهُ إِذَا عَمِيَ زَعِيمٌ فِي إِدَارَةِ أَدْنَائِهِ القَرِيبَةِ عَمِيَ عَنْ سِيَاسَةِ الأَقْطَارِ وَالأَقَاصِي البَعِيدَةِ، وَأَضْحَى العُبَّةَ فِي يَدِ حَاشِيَتِهِ وَأضحوكَةً فِي نَظَرِ أَعْدَائِهِ.

فَقُبْحُ التَّدْبِيرِ وَقِلَّةُ الِاعْتِبَارِ وَكَثْرَةُ الِاغْتِرَارِ تَدُلُّ عَلَى الإِدْبَارِ.

فَظُهُورُ سَيْطَرَةِ قُوَى الفَسَادِ فِي أَمْرِيكَا أَوْقَعَهَا فِي مَهَاوِي الرَّذِيلَةِ، حَتَّى كَأَنَّ الإِنْسَانَ فِي أَمْرِيكَا أَحَطُّ دَرَجَةً مِنَ الحَيَوَانِ الأَعْجَمِ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَ حَقًّا أَوْ يُنْكِرَ مُنْكَرًا، فَكَأَنَّ الحَيَاةَ اخْتَلَّتْ مَوَازِينُهَا وَوَقَفَ بِهَا العَالَمُ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ وَالدَّمَارِ.

وَكَيْفَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ وَقَدْ حَدَثَ فِي الإِدَارَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ ضَلَالَةٌ مِنَ الأَهْوَالِ وَالظُّلْمِ وَالِاسْتِبْدَادِ الَّذِي تَقْشَعِرُّ بِهِ الأَبْدَانُ، وَتَصْعَقُ لِوَقْعِهِ القُلُوبُ وَالأَذْهَانُ.

وَلَا نَدْرِي هَلْ صَارَتْ فِكْرَةُ نَبْشِ القُبُورِ وَضَرْبِهَا بِصَلِيَّةٍ مِنَ الصَّوَارِيخِ بِالطَّائِرَاتِ الأَمْرِيكِيَّةِ فِكْرَةً مُتَجَسِّدَةً فِي سِلَاحِ الجَوِّ الأَمْرِيكِيِّ؟! أَضْحَتْ وِزَارَةُ الدِّفَاعِ الأَمْرِيكِيَّةُ تُعْنَى بِهَا، وَهَلْ سَيَعْقِدُ لَهَا الرَّئِيسُ الأَمْرِيكِيُّ وَوَزِيرُ دِفَاعِهِ المُؤْتَمَرَاتِ الصَّحَفِيَّةَ لِيُبَيِّنُوا لِلْعَالَمِ ضَرُورَةَ هَذِهِ المُمَارَسَاتِ الإِجْرَامِيَّةِ الَّتِي يَمَارِسُونَهَا لَيْلَ نَهَارٍ بِضَرْبِ قُبُورِ يَمَنِ الإِيمَانِ وَالحِكْمَةِ وَحَرْقِ جُثَثِ المَوْتَى الَّتِي سَكَنَتْ هَذِهِ المَقَابِرَ قَبْلَ مِئَاتِ السِّنِينَ.

وَهَلْ سَتَمْتَدُّ يَدُ الأُدَبَاءِ وَالحُقُوقِيِّينَ فِي الغَرْبِ لِنَقْدِ هَكَذَا حَرْبٍ تُقُودُهَا أَمْرِيكَا وَالصُّهْيُونِيَّةُ فِي الغَرْبِ ضِدَّ شَعْبِ يَمَنِ الإِيمَانِ وَالحِكْمَةِ الَّذِي حَفِلَ وَأَنْصَارُ اللهِ وَحِزْبُهُ فِيهِ عَلَى نَشْرِ الفَضِيلَةِ فِي العَقِيدَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالنِّظَامِ وَالسِّيَاسَةِ وَالعِلْمِ وَالخُلُقِ، وَالَّذِي يُنَادِي بِالحَقِّ وَالعَدْلِ، وَيُنَاضِلُ مِنْ أجل أَنْ يَعِيشَ الإِنْسَانُ حُرًّا كَمَا خَلَقَهُ اللهُ، لِأَنَّهُ يُؤْمِنُ بِاللهِ، وَحَقِّ المُجْتَمَعِ فِي نِعْمَةِ الأَمْنِ وَالطُّمَأْنِينَةِ، الَّتِي مِنَ الوَاضِحِ أَنَّ الإِدَارَةَ الأَمْرِيكِيَّةَ تَكْفُرُ بِهَا.

تَرَى فَأَيْنَ مَنْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ رُوَّادُ الحَضَارَةِ فِي العَالَمِ؟! وَقَدْ أَبْدَتِ الإِدَارَةُ الأَمْرِيكِيَّةُ وَالصُّهْيُونِيَّةُ وُجُوهًا كَالِحَةً وَأَخْلَاقًا مُهْتَرِئَةً تَعْتَدِي عَلَى يَمَنِ الإِيمَانِ وَالحِكْمَةِ وَتُصَوِّبُ صَوَارِيخَ طَائِرَاتِهِمْ وَمَا أَنْجَزَتْهُ مَصَانِعُهُمْ مِنْ وَسَائِلِ المَوْتِ وَالدَّمَارِ نَحْوَ يَمَنِ الإِيمَانِ وَالحِكْمَةِ، فَتَقْتُلُ الأَبْرِيَاءَ، وَتَنْبِشُ قُبُورَ الأَمْوَاتِ، وَتَعْتَدِي عَلَى الأَحْيَاءِ، وَتَسْفِكُ الدِّمَاءَ فِي أَبْشَعِ الصُّوَرِ وَأَكْثَرِهَا ظُلْمًا، لَا لِخِدْمَةِ أَمْرِيكَا، وَإِنَّمَا لِخِدْمَةِ الصُّهْيُونِيَّةِ الَّتِي تَعْتَدِي عَلَى الأَبْرِيَاءِ فِي غَزَّةَ وَتُبِيدُهُمْ عَلَى مَرْأًى وَمَسْمَعٍ مِنَ العَالَمِ، وَخِدْمَةً لِمَنْ تَحَالَفَ عَلَى حَرْبِ اليَمَنِ مِنْ أَجْلِ نَهْبِ ثَرَوَاتِهَا، وَرَغْبَةً فِي حَلْبِ بَقَرِ الخَلِيجِ وَامْتِصَاصِ ثَدْيِهَا.

لَقَدْ أَنْسَاهُمْ ذَلِكَ مَا يُلَوِّحُونَ بِهِ مِنْ حُرِّيَةِ القَوْلِ، فَصَمَتَتِ الصَّحَافَةُ الأَمْرِيكِيَّةُ وَكَأَنَّهَا مُشَارِكَةٌ أَوْ مُؤَيِّدَةٌ، لِهَذِهِ الحَرْبِ الفِرْعَوْنِيَّةِ، الَّتِي لَا يُقِرُّهَا عَقْلُ عَاقِلٍ، وَلَا عِلْمُ مُفَكِّرٍ، وَلَا يَسْتَقِرُّ عَلَيْهَا ضَمِيرٌ إِنْسَانِيٌّ، أَوْ شَرْعٌ رَبَّانِيٌّ.

إِنَّ الِاعْتِدَاءَ عَلَى رُفَاتِ الأَمْوَاتِ لَا يُمْكِنُ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى مِثْلِهِ أَشْرَسُ الحَيَوَانَاتِ.

فَقَدْ آنَ الأَوَانُ لِأَنْ يُدْرِكَ أَقْطَابُ الفِكْرِ، وَغَوَّاصُو المَعْرِفَةِ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ العَالَمِ هَمَجِيَّةَ هَذِهِ الحَرْبِ، وَأَنْ يُوَجِّهَ الجَمِيعُ أَفْكَارَهُمْ وَأَقْلَامَهُمْ لِتَعْرِيَتِهَا فِي ثَوْرَةٍ إِنْسَانِيَّةٍ عَلَى هَذِهِ القِيَادَةِ الصُّهْيُونِيَّةِ وَالأَمْرِيكِيَّةِ، حَتَّى يَكُونُوا هُدَاةً مُرْشِدِينَ، وَفِي التَّعَاوُنِ وَالتَّضَافُرِ عَلَى الحَقِّ مُنْصِفِينَ، وَحَتَّى لَا يَقِفَ التَّارِيخُ مَذْهُولًا مَشْدُوهًا مِنْ طُغْيَانِ المُفْسِدِينَ.

إِنَّ أَيَّ قُوَّةٍ لَا تُقَاوِمُ وَتُزَلْزِلُ هَذَا الفَسَادَ لَا تَسْتَحِقُّ النَّظَرَ إِلَيْهَا، أَوِ الِاعْتِمَادَ عَلَيْهَا.

إِنَّ قَرْنَ الفِتْنَةِ يَجِبُ أَنْ يُقْتَلَعَ قَبْلَ أَنْ تَتَقَطَّعَ الأَوَاصِرُ، وَتَنْفُثَ السِّيَاسَةُ الصُّهْيُونِيَّةُ فِي العَالَمِ بِإِثَارَةِ الفَسَادِ وَالأَحْقَادِ وَبَثِّ الفِتَنِ وَالمَكَايِدِ، وَإِذْكَاءِ نِيرَانِ العَصَبِيَّةِ، وَتَخْوِيفِ الإِنْسَانِ مِنْ أَخِيهِ الإِنْسَانِ، عَنْ طَرِيقِ الوَضْعِ وَالِافْتِرَاءِ،
(وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ * وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ وَاللَّـهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ).

فَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرٌ أَبْنَاءَ اليَمَنِ وَفِلَسْطِينَ المُتَمَسِّكِينَ بِشَرْعِ اللَّهِ، السَّائِرِينَ بِسِيرَةِ أَوْلِيَائِهِ،
(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال