سمير السعد
في خضم عواصف التخبّط الإداري، ووسط أمواج الخلافات التي عصفت بمسيرة منتخبنا الوطني لكرة القدم، انبرى موقف شجاع ومسؤول لا يمكن أن يُنسى أقدم عليه عضو اتحاد اللعبة يحيى زغير حينما قرّر اليوم (الثلاثاء) الثامن من نيسان 2025، ألا يكون جزءًا من لعبة التنازلات والصراعات!! ووقف موقفًا يحترمهُ كُلّ من يضع مصلحة الكرة العراقيّة فوق كُلّ اعتبار، قراره بالاستقالة، وإن بدا صادمًا للبعض، لكنه كان درسًا في النزاهة، ودليلًا على احترام الجماهير الوفيّة التي ما زالت تعيش على أمل التأهّل، برغم صعوبة المشهد.
اليوم، ومع استمرار الضبابيّة حول مصير المدرّب الجديد، وعدم حسم موضوع عقد المدرب الإسباني خيسوس كاساس، يتساءل الشارع الرياضي: مَنْ يفعلها بعد الكابتن يحيى؟ مَنْ يملك الجرأة ليضع حدًّا للعبث؟ مَنْ يخرج من دائرة التصريحات الفضفاضة والبالونات الإعلاميّة التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع، ويقف أمام الرأي العام بشفافيّة ووضوح؟
لقد بات من الضروري أن يتحدّث أحّد من داخل أسوار اتحاد كرة القدم، لا بل أن يصدح بالحق، فلا مجال للمُجاملات بعد اليوم، فالجماهير التي كانت تُمني النفس برؤية منتخبها في كأس العالم 2026، تستحقُّ أن تُحترم، وأن يُكاشَفَ لها ما يجري خلف الكواليس! أما التهرّب والصمت، فهما خيانة للثقة التي منحها الشارع الكروي لمن تصدّوا للمسؤوليّة.
المُنقذ الحقيقي لاتحاد الكرة من هذا الوضع لا يكمن في المزيد من الاجتماعات أو التبريرات، بل في الصراحة والمكاشفة وفي التحلّي بالشجاعة الأدبيّة التي تحلّى بها الكابتن يحيى زغير، فهل هناك من يمتلك الشجاعة ليكرّر موقفه؟ أم سنبقى ندور في نفس الحلقة المُفرغة التي أرهقتنا، وأرهقت المنتخب، وأتعبت الجماهير؟
الكرة التالية في ملعب البقية ..