جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


الشيخ مازن الولائي ||

كنا نهب على الزعيق! أقصد في العراق وقبل أن تتوجه لنا نوافذ الامتيازات وسحر المناصب وما تدرّه من رخاء شكلي في الغالب مبعد عن الله تعالى وسبب لجفاء لذة الطاعة والتقوى والخلوة مع أنيس طالما طرقت الروايات اسماعنا المغلّقة الآن!

فصرنا ننام على الزعيق! وتركنا نهج الله جل جلاله وما أراده المعصومين عليهم السلام، وركض الأغلب منا خلف دنيا حذر منها المعصوم يوم قال: “حب الدنيا رأس كل خطيئة”.

حتى تمترس كل ذي نفوذ خلف نفوذه وما مطرت عليه غيمة المصالح ليرى أن الكنز أمواله وخزائن فتحت فمها لتلهم كل الذي يأتي أمامها والتبرير والعناوين والاعذار جاهزة!

من إدراك المصالح إلى نظرية الشأن وغير ذلك مما يجيد هؤلاء المتصدين إقناع الجماهير مسلوبة التحقيق والبصيرة في كشف ذا وذاك! وإلا من يعرف حقيقة القيادة الإلهية ولمن هي اليوم وأعني بالولي “الخامنائي” المفدى كيف يتركه ويترك منهجه ويغادر إلى قناعات هو يراها الأنسب له!

من هنا حذرت الروايات والآيات روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):

“مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَاخْتَارُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى”.

(نهج البلاغة، الحكمة 103)

وروى عن الإمام الصادق (ع) عن طلب الرئاسة:

عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنه قال:

“إِيَّاكُمْ وَالرِّئَاسَةَ، إِيَّاكُمْ وَالرِّئَاسَةَ! فَوَاللَّهِ مَا خَرَجَ رَجُلٌ فِي الرِّيَاسَةِ فَأَصَابَ خَيْراً قَطُّ”.

(الكافي، ج2، ص297)

جاء رجل إلى الإمام علي (ع) يطلب منه منصباً في الدولة، فقال له الإمام:

“إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ أَصْغَرُ فِي عَيْنِي مِنْ عِذَارِ شَاةٍ، وَلَوْلَا حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أَقُومَ بِهِ مَا تَسَلَّمْتُهُ”.

(نهج البلاغة، الخطبة 33)

فأخبره أن المناصب الدنيوية لا تساوي شيئاً في ميزان الحق، وأنه لا يتولاها إلا للضرورة الشرعية ومن خلال أهلها الكفوئين والتي تأتي بهم الشريعة وشروطها الصعبة جدا على البقية..

روي عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام):

“مَا الْفَقْرُ بِأَشَدَّ مِنْ جَهْلٍ، وَلَا الْغِنَى بِأَحْسَنَ مِنْ عَقْلٍ، وَمَا طَلَبَ أَحَدٌ الرِّئَاسَةَ إِلَّا هَلَكَ”.

(تحف العقول، ص234)

جاء رجل إلى الإمام موسى الكاظم (ع) وقال: “يا ابن رسول الله، إني أحب أن أكون في مكانة عالية بين الناس!”

فقال له الإمام (ع):

“اتَّقِ اللَّهَ وَلا تَطْلُبْ مَا لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ الدُّنْيَا لَا تَسْتَحِقُّ أَنْ يُرْتَكَبَ فِيهَا ذَنْبٌ وَاحِدٌ”.

(بحار الأنوار، ج78، ص321)

ويبدو أن الامل تصاغر حد انعدام الإحساس به من أن يرجعوا هؤلاء متذوقي قشور الدنيا الفتاكة والتي تحتاج مبدأ علي والعترة الطاهرة عليهم السلام ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال