ازاد محسن
المُعادلةُ البرلمانية لا تُبنى على الكثرة العددية في السكان بل على حجم المُشاركة الفِعلية في الاقتراع
في النُظُم الديمقراطية، لا تكفي الكثرةُ السكانية لبناء معادلة سياسية مؤثرة،
ما لم تترجم إلى مشاركة فعلية في صناديق الاقتراع، وفي الحالة العراقية يُعد المُكونُ الشيعيُّ الأكبر عدداً من حيث السكان، لكن هذه الكثرة مهددة بفقدان تأثيرها السياسيّ، في حال استمرار وتفاقم العزوف عن الانتخابات، هذه الورقة تُسلط الضوءَ على خطورة هذا العزوف، وتأثيرهِ المُباشر على مستقبل التمثيل الشيعيِّ داخل البرلمان.
تُبنى المعادلةُ البرلمانيةُ في الديمقراطيات الحديثة، على المشاركة لا على العدد، فالأحزابُ والتيارات التي تدفع جمهورها إلى صناديق الاقتراع تحصد التمثيل الأقوى، بغض النظر عن حجمِ جمهورها الكُلي، لذا فإنَّ أيَّ تراجع في نِسب المشاركة لدى مُكون مُعين، ينعكسُ مباشرةً على تمثيله في البرلمان.
العزُوفُ الانتخابيّ لدى أي مُكونٍ سكانيِّ كبير خاصة الشيعة في العراق، لا يعني فقط تراجع التمثيل بل تراجع التأثير والموقع السياسي.
إنَّ الحفاظَ على الحضور البرلمانيِّ للمُكون الشيعيِّ يتطلبُ إدراكاً عميقاً أنَّ (الصوتَ المُصوتَ) أقوى من العدد الصامت.