جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف الإعلام المهني.. مرآة الوطن التي يخشاها البعض..!

الإعلام المهني.. مرآة الوطن التي يخشاها البعض..!

حجم الخط

 


سمير السعد || 


لا يختلف اثنان على أن الإعلام الوطني المهني هو ركيزة أساسية في بناء الدولة الحديثة، وأحد أعمدة الرقابة المجتمعية والتنوير الثقافي. فهو منبرٌ للكلمة الصادقة، ومرآةٌ تعكس الواقع كما هو، وتدفع باتجاه التصحيح والمساءلة والتطوير. الإعلام، حين يكون نزيهًا ومهنيًا، لا يُعدّ طرفًا في النزاع، بل شريكًا في الإنجاز، ودرعًا يحمي المصالح العامة، ويُسهم في رفع الوعي وترسيخ القيم الوطنية.

ومن المثير للاستغراب أن بعض الدوائر والمؤسسات الحكومية لا تتعاون مع الصحفيين لتسليط الضوء على أنشطتها أو منجزاتها، وكأنها لا تملك ما تفخر به أو تقدّمه للرأي العام. وما خفي أعظم! رغم أن الجميع يُجمع على أن الإعلام الوطني والمهني هو مرآة المجتمع وعينه الثالثة، يُفترض أن يُستعان به لتصحيح الأخطاء وتجاوز الإخفاقات لا لمواجهته أو الخوف منه.

يا سادة، الإعلام ليس أداة ضغط أو تسقيط، بل شريك فاعل في البناء والتقويم. إن التنصّل من التعاون مع الصحفيين الحقيقيين، والمؤسسات الإعلامية الرصينة، تحت حجج واهية، يُثير الشكوك ويُضعف الثقة. وهناك مثل شعبي صادق يقول: “حرامي لا تصير، من السلطان لا تخاف.” فمن يعمل بنزاهة وشفافية لا يخشى عين الإعلام، بل يرحب بها.

نحن لا نُشكّك بالجميع – معاذ الله – وإنما نُخاطب أولئك الذين يتهرّبون من الشفافية، ويُغلقون أبوابهم بوجه الإعلام المهني، بينما يتحدثون عن الإنجازات خلف الجدران.

في المقابل، نقول للإعلاميين: كونوا كما عهدناكم، رُسُل حق، وسفراء مهنة شريفة، لا مكان فيها للابتزاز أو الابتذال. أما للمسؤولين فنقول: افتحوا الأبواب، ودعوا منجزاتكم تتكلم، وتقبلوا الرأي والرأي الآخر. من يعمل بصدق لا يخشى النقد، بل يعتبره فرصة للتطوير.

خلاصة القول ، ندعو جميع المؤسسات الحكومية إلى التفاعل الإيجابي مع الإعلام الوطني، وتقدير دوره كركيزة إصلاح لا كخصم. كما نؤكد على أهمية اختيار الكفاءات الإعلامية المتخصصة لإدارة المكاتب الإعلامية في الدوائر الرسمية، بعيدًا عن المصالح الشخصية، والنظرة الضيقة، والمحسوبية والمنسوبية، لأن من يزرع الارتجال سيحصد الفوضى، ولا يجوز العتب بعد فوات الأوان.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال