الشيخ مازن الولائي ||
توزعت تلك المنارات بهذا الشكل المُهندس الروحي والمعنوي لتكون أريكة المتعبين وشطآن العطاشى والمقهورين، خرائط ضمنت وتضمّنت في فلسفة وجودها اقصى أهداف الإله، فتوزعت ببناء روحي مدرك مسبقا لتكون في عميق المقاصد الماورائية ثقل الأرض وينبوع سعادتها،
فكان مكان الإمام الرضا عليه السلام هناك في أرض طوس قباب وفنار الضائعين تلوح لكل من عرف نسيم الرضا وعبق عطره المؤنس للارواح، حتى أضيف إلى إسمه الشريف من واقع التجربة وتكرار الكرامة اسم “أنيس النفوس” ليكون أعظم روابط العقيدة والعرى التي تشابك كل الشيعة والعشاق وأهل المعنى باواصر لا انفكاك لها،
ليس معنا روحيا وعقديا بل معنا سياسي جليل الأهداف والفلسفات، ومنها ضمانة التأخي الذي عبرت عنه زيارة عاشوراء هوية الشيعي المخلص حين جعلت كالعهد عند الوقوف على باب أبي عبد الله الحسين عليه السلام ونحن نقر بأن كل من سالم الحسين نحن سلم له وحرب مع من يحارب الحسين، ذات معنى من يقصدون قباب الرضا صلوات الله وسلامه عليه،
مقصد يحكم قبضة يده الشريفه على قلوب كل شيعة العالم من أن تمزقها عناوين السياسة والحزبية القذرة، منتدى النفوس حين ترمق عيونها وتذرف الآماق قبته الذهبية والمهابة، وما أدراك ما جغرافيا المراقد سياسة وعقائد كتاب وفقت لطبعه في دولة أنيس النفوس ..
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر قادم ..