جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف إيران بعد العدوان: صمت الحكماء واقتدار الأقوياء

إيران بعد العدوان: صمت الحكماء واقتدار الأقوياء

حجم الخط


 علي الحاج


في فجر اليوم  22 حزيران 2025، أقدمت الولايات المتحدة على تنفيذ عدوان عسكري قذر استهدف مواقع حيوية داخل الجمهورية الإسلامية في إيران، في تصعيد ارعن وخطير غير محسوب العواقب، هذا العدوان، الذي طال منشات في أصفهان ونطنز وقم، لم يكن مفاجئا من طرف لطالما انتهك السيادة وتجاوز القوانين الدولية، لكنه فتح الباب واسعا أمام مرحلة جديدة في الصراع الإقليمي.

ما يلفت النظر في رد الفعل الإيراني ليس العجلة أو الانفعال، بل الحكمة والتريث في مقابل الاقتدار الميداني، الذي بات مكونا ثابتا في العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية، فقد جاء الموقف الإيراني هادئا في نبرته الإعلامية، لكنه حاد في رسائله الاستراتيجية، حيث صدرت تعليمات فورية برفع الجهوزية في سلاح الجو، وتفعيل منظومات الدفاع الجوي، وإعادة الانتشار في بعض المواقع الحساسة.

الرد العسكري الإيراني، إن تقرر تنفيذه، لن يكون انيا أو انفعاليا، بل مرهونا بتقدير سياسي وعسكري يراعي ميزان الردع والاستفادة القصوى من الفضاء العملياتي، وهنا يتجلى التكتيك الإيراني المدروس، الذي اعتاد أن يراكم الرد لا أن يهدره، ويعتمد الردع المتدرج لا الارتطام المباشر، فمنذ اغتيال الشهيد قاسم سليماني، بنت إيران قاعدة واضحة: الزمن يعمل لصالحها طالما تملك زمام المبادرة.

على الجانب الآخر، فشل العدوان الأمريكي في تحقيق أثر عسكري كبير، لكنه كشف ضعفا استخباراتيا في تقدير رد الفعل الإقليمي والدولي، إذ صدرت إدانات واسعة من قوى محور المقاومة ومنظمات حقوقية، وظهرت تخوفات من انفجار كبير في الإقليم.

باختصار، لم ينجح العدوان إلا في تعرية السياسة الأمريكية وتقديم إيران مرة أخرى باعتبارها نموذجا لصبر الحكماء واقتدار الأقوياء. أما الأيام المقبلة، فهي مرشحة لتشهد تصعيدا محسوبا، تديره طهران وفق منطق الدولة، ووفق ميزان الردع لا مزاج الانتقام.


التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال