جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف ‏الساعة الأخيرة… حين أنهت إيران الغطرسة الصهيونية

‏الساعة الأخيرة… حين أنهت إيران الغطرسة الصهيونية

حجم الخط

 


‏علي الحاج 


‏في لحظة فارقة من تاريخ الصراع في المنطقة، سجلت ساعة لا تشبه ما قبلها، ساعة رسمت ملامح معادلة جديدة، وفرضت واقعا إقليميا مختلفا، عندما قالت إيران كلمتها الفصل: "أنتم من بدأ، ونحن من ينهي".

‏سقطت أوهام الردع الصهيوني، وتلاشت هيبة التهديدات العسكرية، وانكسر العدو في لحظة لم تكن في حسبانه، حيث باغتته الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقوة الإيمان والصبر والصمود، لا بقوة الحديد والنار فقط.

‏لم تكن الحرب الأخيرة مجرد جولة عسكرية تقليدية، بل كانت اختبارا شاملا  لقدرة الصمود والسيادة، إيران لم تدخل الميدان لتناور، بل دخلت لتغير القواعد، وتسقط نظريات كانت تحاك داخل الغرف المظلمة.

‏خلال 12 يوما من القصف والهلع والانهيار داخل الكيان الصهيوني، شلت الحركة، أقفلت المدن، وهرب المستوطنون إلى الملاجئ، وتقطعت أوصال الداخل المحتل بين صوت صافرات الإنذار ودوي الصواريخ.

‏فرضت إيران شروطها قبل وقف إطلاق النار، ووافقت على التهدئة لا كمن يبحث عن مخرج، بل من يدخل التفاوض من موقع المنتصر، ولم تكن المبادرة لإنهاء النار بيد العدو، بل كانت بيد الجمهورية الإسلامية، التي كتبت نهاية الجولة بصوت المنتصر، وجعلت العالم يدرك أن زمن الهيمنة الصهيونية قد ولى.

‏الرسالة لم تكن موجهة لتل أبيب وحدها، بل لكل من وقف خلفها، ومن ساندها، ومن خنع لها. لكل الأنظمة التي راهنت على هزيمة محور المقاومة، جاءت الضربة موجعة وساحقة، فشلت فيها كل خطط التغيير من الداخل، وانهارت معها منظومة الكذب الدعائي الصهيوني أمام صلابة وطنية الشعب الإيراني، وإيمانه العميق بعدالة قضيته.

‏الهزيمة التي تجرعها الكيان، لم تكن فقط في الأرض، بل في الصورة والمبدأ والهيبة. إيران اليوم لم تعد فقط دولة قوية، بل أصبحت قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب، قوة كسرت قيد الحصار، وفرضت ميزانا جديدا للردع.

‏لقد دارت الدوائر على من ظن أنه سيبقى منتصرا إلى الأبد، ودارت الدوائر على الباغي وأوجعته.

‏اليوم، لم يعد بإمكان أحد أن يتجاهل معادلة القوة الجديدة، ولا أن يتغافل عن حقيقة أن الجمهورية الإسلامية لم تعد تجابه، بل تحسب لها خطواتها بدقة.

‏من هذه الساعة، بات المستقبل في المنطقة يكتب بلغة المقاومة لا الخنوع… بلغة العزة لا الخضوع، وما بعد الساعة الأخيرة… ليس كما قبلها.

‏نعم، إيران أطلقت رصاصة   النهاية، وقالتها بوضوح ، " وإن عدتم… عدنا".

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال