جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف من المحلية إلى العالمية.. العراق يعزز شراكاته التعليمية

من المحلية إلى العالمية.. العراق يعزز شراكاته التعليمية

حجم الخط

 


علي الحاج


كيف تحول التعاون الدولي إلى مسار استراتيجي للجامعات العراقية؟

لأعوام طويلة، كان حضور العراق في المحافل التعليمية الدولية خافتا، إما بسبب الأزمات أو العزلة أو ضعف البنية الأكاديمية، لكن منذ عام 2022، أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سياسة واضحة للخروج من العزلة، والعودة إلى الخارطة الجامعية العالمية، وهكذا، شهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة فتحا جديدا في ملفات التعاون الدولي والابتعاث، وأثمرت الجهود عن توقيع مذكرات تفاهم مع عدد من أبرز الجامعات العالمية، منها:

جامعة دورهام البريطانية (Durham University) ومعهد (IHE Delft)الهولندي المتخصص في علوم المياه، هذه الاتفاقات لم تكن مجرد زيارات بروتوكولية، بل تضمنت: برامج مشتركة للدراسات العليا، إشراف بحثي مشترك، ورش عمل ومؤتمرات ثنائية.

تم إعادة تنشيط برامج الابتعاث إلى جامعات عالمية مرموقة، ضمن خطة تمويل حكومي مباشر، ودعم وزاري كامل، وقد استفاد المئات من طلبة الماجستير والدكتوراه من هذه الفرصة، في تخصصات نادرة وحيوية تخدم التنمية في العراق، وشملت الوجهات: بريطانيا، ألمانيا، تركيا، ماليزيا، دول أوروبية وآسيوية أخرى.

وشاركت الوزارة وممثلو الجامعات العراقية في مؤتمرات عالمية متخصصة بتصنيفات الجامعات، وجودة التعليم، وتبادل التجارب الأكاديمية، مثل: مؤتمر QS العالمي، منتدى THE للجامعات النامية، فعاليات اليونسكو للتعليم العالي، وقد اعادة هذا الحضور المميز بناء جسور الثقة بين الجامعات العراقية والمؤسسات الدولية، وفتح الأبواب أمام التوأمة والشراكات.

أدركت الوزارة أن الجامعة يجب أن تكون بيئة منفتحة على العالم، فشجعت على النشر المشترك مع باحثين دوليين، واستقبال طلبة وأساتذة أجانب ضمن برامج التبادل، و إدخال اللغة الإنجليزية في عدد من البرامج الدراسية، ولا سيما في التعليم الطبي والهندسي.

وكان الهدف النهائي من هذا المسار هو: نقل المعرفة لا استيرادها فقط، تدويل الجامعات العراقية، تطوير قدرات الأساتذة والطلبة بمقاييس عالمية، تحقيق الاعتراف الأكاديمي الدولي بالشهادات العراقية.

الخلاصة ما حدث بين 2022 و2025 ليس مجرد "تعاون خارجي"، بل عودة فعلية للعراق إلى ساحة التعليم العالي العالمية، وقد أثبتت الجامعات العراقية أنها قادرة على أن تكون شريكة لا تابعة، ومنتجة لا مستهلكة، إذا ما توفر لها الدعم والرؤية.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال