جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


فرقان آل رضا ||


الصنعة تقتضي أن نفهم سرا كبيرا لوجودنا، تحتويه إجابة أسئلة التكوين والبلاءات المستمرة، لماذا خلقنا الله تعالى ولماذا يبتلينا؟!

كانت تلك الليلة مهمة جدا لآنها ليلة مجلس حسيني ارتقاه سماحة الشيخ قيس الخزعلي، وكانت ألواننا سوداء ألما، لكنها بيضاء تسر الناظرين فعلا.. فالمنبر مهمة، والمنبر صنعة وقبلها وبعدها، هو ولاية لصناعة الأنسان.

في اليوم الاخير من المجلس الحسيني المركزي / بغداد 1447/ 2025 كنا نبحث في أنفسنا قبل أن نبحث قيما خبأه زمننا الذي يسميه بعضنا بلا تعقل أو روية، عن بناءات بنيناها وعن ألوان أحلكت بنا ما مضى من أيام..

هذا حوار بين الحسين “ع” وهو يرتقي مراقي الوصية لإبنه عليهما السلام فيقول: يا بني إني خفقت برأسي خفقة. فعن لي فارس على فرس. فقال ..( القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم.) فعلمت أنها نفوسنا قد نعت إلينا.

إنها كما بقول سماحة الشيخ الخزعلي: لم تكن إلا معركة بين الحق والباطل. وهذا ما تعمدت الإشارة إليه المرجعية الدينية في كلمة الواحد من محرم. عندما قال الحسين عليه السلام أن هناك جهتين هي جهة الحسين عليه السلام الا وهي جهة الحق وجهة الباطل الا وهي جهة يزيد واتباعه.

إذا في كل زمان هناك جهة حق رمزها الإمام الحسين عليه السلام. وهناك جهة باطل رمزها كائن من يكون

فيرد علي الأكبر سلام الله عليه. يا أبتي لا أراك الله سوءة. أولسنا على الحق. قال الحسين عليه السلام. بلى والذي إليه مرجع العباد. قال يا أبت إذا لا نبالي نموت محقين. فقال له جزاك الله خير ما جزى ولدا عن والده.

كانت قصة النعي والتبصير في ساعة الموت المقترب،وأفمام عليه السلام يحاور التأريخ والجغرافيا وملاذات الأنبياء ناعيا الحقيقة قبل أن ينعى نفسه، لا يسأل إلا سؤالا واحدا. أولسنا على الحق؟ قال بلى. قال إذن لا نبالي.

تلك هي فلسفة فهم وجود الإنسان في غابة تمتد من آدم عليه السلام الى نهاية رسمها الله تعالى في كتابه الكريم: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}

بل يؤكدها تأكيدا نتناساه داما، لأننا ابناء النسيان الكبير: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}.

متناسين او متغابين أن: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}

دعوة الخلاق العظيم إلى الصالح الذي يرضيه جلت قدرته، فالثواب والجزاء المترتب قصة مترابطة، هذا من ذاك وذاك من هذا، لكن بينهما سوء العاقبة لمن يُخالف، فيما عناصر الإيمان والتوحيد شرطاً لقبول العمل، وها قد تنوّعت صور وشواهد العمل الصالح في ثنايا سور وآيا القرآن الكريم..

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال