علي الحاج
لسنا اعداء الاديان والشعوب..
يشدد سماحته على ان معسكر الحق لا يعادي دينا او شعبا، بل يعادي الظلم والابادة والطغيان، ويستدل بالميزان القرآني الذي يفتح باب المودة والعدل، (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ).
المشكلة ليست مع مجتمعات الغرب ولا مع اهل الديانات، بل مع منظومة صهيونية تحكم قرار الحرب والسلم، وتستخدم ادواتها السياسية والاعلامية والمالية لفرض مشروعها على المنطقة.
ومن ادوات المعسكر الصهيوني كما تعرضها المحاضرة:
أولا: الهيمنة الاعلامية: صناعة سرديات الطابور الخامس، شيطنة المقاومة، تزييف الوقائع، واتهام الضحية.
ثانيا: القوة الاقتصادية: شبكات التمويل والضغط والعقوبات لتطويع الدول وارباك حكوماتها.
ثالث: التفوق العسكري والتقني: الردع والتهديد عبر ترسانات ضخمة وطائرات مسيرة وشبكات تجسس، مع السعي الدائم لاختراق الدول واستباحة سيادتها.
ومع ذلك، يؤكد بالمحاضرة ان جولات المواجهة الاخيرة كشفت حدود هذه المنظومة، وان المعادلة تتغير عندما تتشكل ارادة صلبة، وتتضافر جبهة المقاومة، وتلتزم الحكومات بواجب حماية السيادة وردع العدوان.
الواجب العملي في مواجهة الاقنعة الثلاثة:
أولا: رفع الوعي والبصيرة: كشف الاقنعة وتعرية التوظيف الديني والسياسي للصهيونية، وعدم الوقوع في فخ الحياد الرمادي.
ثانيا: تثبيت وحدة الداخل: افشال مشاريع الشقاق، ومنع الاتجار بالمآسي لاستهداف الدولة او المقاومة.
ثالثا: دعم الدولة في امتلاك ادوات الردع: خصوصًا قدرات الدفاع الجوي والحرب الالكترونية لمواجهة المسيرات والاختراقات.
رابعا: الفرز الخطابي الدقيق: التفريق بين اليهود كدين وبين الصهيونية كمشروع سياسي استعماري، وبين المجتمعات الغربية ونخبها الصهيونية.
خامسا: الانخراط الاخلاقي: نصرة المستضعفين، ورفض التطبيع، والتزام منهج الحسين في الدفاع والتضحية.
وتبين هذه القراءة ان الصهيونية ليست لونا واحدا، بل منظومة متعددة الوجوه، تلتقي عند هدف تفكيك معسكر الحق وكسر ارادة المقاومة، ومنهج الحسين" عليه السلام" الذي يقدم البوصلة، الاصلاح، الدفاع، ونصرة المستضعفين، وبهذه البوصلة، يصبح تفكيك الاقنعة الثلاثة واجبا ايمانيا ووطنيا، وجزءا من التمهيد لمرحلة الحسم في مشروع الامام المهدي عليه السلام.
