جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف لماذا أبغضوا عليّاً عليه السلام؟!

لماذا أبغضوا عليّاً عليه السلام؟!

حجم الخط

 


د. عامر الطائي ||


إنّ الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قسيم الجنّة والنار، كان ولا يزال عقدةً في قلب الباطل، وجرحًا نازفًا في جبين التاريخ المنحرف، لأنه اختصر بسيرته وموقفه كلّ معاني العدل والحق، وفضح النفاق السياسي والديني على حدٍّ سواء. فليس غريباً أن يُبغَض، ولكن الغريب هو أن يُبغَض من أهل الدين والقرآن، ممن يدّعون الإيمان. فمن هم أولئك الذين أبغضوه؟ وما هي صفاتهم؟

🧿 1. أهل النفاق السياسي

هؤلاء كانوا يُظهرون الإسلام ويُخفون الكفر، لم يروا في عليٍّ سوى خصم يهدد مصالحهم، لأنه لا يجامل، ولا يساوم على الحق، ولا يهادن الباطل.

كانوا من الذين قال عنهم القرآن:

﴿ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام﴾.

رأوا في عدله سيفاً على رقابهم، فحاربوه بالفتنة، والافتراء، والتشويه.

🔥 2. أصحاب الدنيا والهوى

عليٌّ كان ميزانًا للحق، وهم كانوا عبيدًا للدنيا. إن عدله كان يقف حجر عثرة أمام أطماعهم، فلم يحتملوه.

كان إذا تولّى الحكم، لم يُفرّق بين قريب وبعيد، فقير أو غني.وهؤلاء لا يعيشون إلا في الظلم، ولا يزدهر ملكهم إلا بالفساد.

3. الجُهّال المتعصّبون

لم يعرفوا من الدين إلا قشره، فأعمى الجهلُ بصيرتَهم. عندما كان عليّ يُقاتل على تأويل القرآن، كانوا هم يتلونه دون فهم، ويتعصّبون للأسماء والشعارات. كرهوا علمه، وصدّوا عن فقهه، لأنهم ظنوا أن الفهم هو خطر على عروش الجهل.

4. الذين فضحهم في صفين والجمل والنهروان هؤلاء كانوا منشقين على دولة الحق، لما لم يجدوا في عليّ مساحة للفساد، ولا طريقاً للسلطة من بوابة الدين.

قاتلوه لا لأنه حاد عن نهج النبي، بل لأنه سار عليه بكل صدق، فأسقطهم واحداً تلو الآخر في ميادين الامتحان.

الإمام عليّ عليه السلام لم يكن رجل طائفة، ولا صوت حزب، بل كان صوت الله في التاريخ. ومَن يُبغِض عليّاً، إنما يُبغِض النور لأنه يفضح الظلمة، ويُبغِض الحق لأنه يكشف الزيف. وقد قالها رسول الله ﷺ:

“يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يُبغضك إلا منافق”. فبغض عليٍّ ميزانٌ نعرف به النفاق، كما أن حبّه هو بوابة النجاة.

🌿 فالسلام على من قُتل بسيف عدله خصومُ الباطل، وارتعدت من مواقفه عروش الظلم، واطمأنت به قلوب المتقين.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال