جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف الضعف الخليجي والخيانة الأمريكية: نحو تحالفات شرقية جديدة..!

الضعف الخليجي والخيانة الأمريكية: نحو تحالفات شرقية جديدة..!

حجم الخط

 


الحسين الشمري || 


مقدمة: الهشاشة الاستراتيجية لدول الخليج

شهدت المنطقة العربية تحولات جيوسياسية عميقة كشفت الضعف الاستراتيجي لدول الخليج وهشاشة تحالفاتها التقليدية مع الغرب. الضربة الإسرائيلية على قطر في سبتمبر 2025، والتي استهدفت مبنى كان يجتمع فيه مسؤولون من حماس على بعد كيلومترات قليلة من أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة (قاعدة العديد)، مثلت صدمة كاشفة لحقيقة الخيانة الأمريكية والتواطؤ الغربي مع التوسع الإسرائيلي. يحلل هذا المقال تداعيات هذه الضربة على الموقف الخليجي، ويسلط الضوء على ضرورة التحول نحو تحالفات شرقية جديدة مع إيران ودول الشرق كخيار استراتيجي لموازنة النفوذ الغربي وإعادة صياغة المعادلة الجيوسياسية في المنطقة.

الضربة الإسرائيلية على قطر: الكاشف الحقيقي للخيانة الأمريكية

تواطؤ أمريكي صريح

· الضربة الإسرائيلية: نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية ضربتها على العاصمة القطرية الدوحة في سبتمبر 2025، مستهدفة مسؤولين من حركة حماس، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم حارس أمن قطري.

· القاعدة الأمريكية القريبة: تمت العملية على بعد كيلومترات قليلة من قاعدة “العديد” الأمريكية، التي تضم أنظمة مراقبة جوية ودفاعية من بين الأكثر تطورًا في العالم، مما يجعل من المستحيل عدم رصد العملية.

· الموافقة الأمريكية الضمنية: تشير الوقائع إلى أن العملية تمت بموافقة وربما بدعم من واشنطن، في إطار سياسة “الحامي حراميها” التي كشفت أن الحماية الأمريكية مجرد وهم.

تداعيات الضربة على الثقة الخليجية

· فقدان الثقة في الضمانات الأمريكية: كشفت الضربة أن الوجود الأمريكي في المنطقة لا يهدف إلى حماية دول الخليج، بل إلى حماية المصالح الأمريكية والإسرائيلية حصريًا.

· الخديعة الاستراتيجية: دول الخليج، التي تنفق بلا حساب على التسلح وتستثمر آلاف المليارات في الولايات المتحدة، تكتشف أن “الحماية” الأمريكية لا تعمل ضد إسرائيل، التي تبقى الحليف الاستراتيجي الوحيد لواشنطن في الشرق الأوسط.

· الرد الخجول: لم تتجاوز ردود الفعل الخليجية الرسمية إطار البيانات الدبلوماسية والاستنكارات دون أي إجراءات فعلية، مما يعكس عمق التبعية الأمريكية.

التطبيع كأداة للإخضاع: كيف أجبرت دول الخليج على القبول بالهيمنة

ضغوط التطبيع وخيبة الأمل

· تطبيع العلاقات: منذ اتفاقيات إبراهام، قامت عدة ممالك خليجية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مراهنة على تحالف استراتيجي مع واشنطن، لكن الهجوم على الدوحة كشف حجم التنازلات التي قدمتها دون مقابل.

· التخلي عن القضية الفلسطينية: خفضت دول التطبيع دعمها للقضية الفلسطينية، بل أظهرت عداءً صريحًا للفلسطينيين في بعض الحالات، كما في حالة الإمارات، مقابل وعد بالحماية لم يتحقق.

· الغضب الشعبي: يتصاعد الغضب الشعبي في الخليج، حيث ينتقد المواطنون قادتهم الذين “باعوا كرامتهم مقابل أوهام”، كما تظهر التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.

التبعية الأمريكية: السجن ذو الأقفال الذهبية

· التبعية العسكرية: جيوش دول الخليج مجهزة بالكامل بالصناعة الأمريكية، مما يجعلها رهينة للدعم الفني واللوجستي الأمريكي.

· التبعية الاقتصادية: اقتصادات الخليج مرتبطة بالدولار، ونخبها متخرجة من الجامعات الأمريكية، مما يعزز الولاء للغرب.

· الاستقرار الداخلي: يعتمد استقرار أنظمة الخليج إلى حد كبير على الدعم أو التساهل الأمريكي، مما يحد من قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلة.

إيران ودول الشرق: الملاذ الاستراتيجي الجديد

التحالفات الشرقية: نحو معادلة جديدة

· التوجه نحو الشرق: في ظل الخيانة الأمريكية، يصبح التوجه نحو القوى الشرقية مثل روسيا والصين وإيران خيارًا استراتيجيًا ضروريًا لموازنة النفوذ الغربي.

· إيران كشريك إقليمي: يمكن لإيران أن تكون شريكًا في تحقيق الاستقرار الإقليمي، خاصة مع وجود مصالح مشتركة في مواجهة التهديدات المشتركة مثل التنظيمات المتطرفة.

· التحالفات الاقتصادية والعسكرية: يمكن لدول الخليج إقامة تحالفات اقتصادية وعسكرية مع دول الشرق، تعزز من قدرتها على الردع وتقلل من اعتمادها على الغرب.

تقاط توضح مقارنة بين التحالفات الغربية والتحالفات الشرقية لدول الخليج:

* التحالفات الغربية

1. تبعية عسكرية واقتصادية

2. حماية مشروطة ومحدودة

3. تهيمن عليها المصالح الأمريكية والإسرائيلية

4. غير فعالة في مواجهة التهديدات الإسرائيلية

* التحالفات الشرقية

1. شراكات استراتيجية متوازنة

2. تعاون متبادل ومنفعة مشتركة

3. تراعي المصالح الإقليمية المشتركة

4. توفر ردعًا متعدد الأوجه

قلب الطاولة: معادلة القوة الجديدة في الخليج

نحو استراتيجية ردع متعددة الأقطاب

· بناء تحالفات إقليمية: يمكن لدول الخليج بناء تحالفات إقليمية تشمل إيران وتركيا وباكستان، مما يُشكل جبهة موحدة قادرة على مواجهة التحديات المشتركة.

· تعزيز القدرات الذاتية: تطوير صناعات عسكرية محلية وتقوية الجيوش الوطنية لتقليل الاعتماد على الخارج.

· الاستفادة من التنافس الدولي: يمكن التنافس بين القوى الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين) لتعظيم المكاسب الإقليمية وخلق توازن قوة .

إيران كركن للأمن الإقليمي

· الدور التاريخي: إيران هي القوة الرئيسية الطبيعية في المنطقة، كما تعتبر نفسها، ويمكنها لعب دور مستقر في الخليج إذا تم إشراكها بشكل صحيح.

· المصالح المشتركة: مصالح إيران ودول الخليج متقاطعة في مجالات عديدة، بما في ذلك استقرار أسعار النفط ومكافحة الإرهاب.

· التخفيف من التوترات: يمكن لدول الخليج العمل مع إيران على تخفيف التوترات عبر الحوار والمفاوضات، كما حاولت عمان في السابق.

خاتمة: نحو استقلال استراتيجي وخليج قوي

الضربة الإسرائيلية على قطر كانت بمثابة الصدمة التي أيقظت دول الخليج من سباتها، وكشفت حقيقة التحالفات الغربية الوهمية. التبعية الأمريكية أصبحت عبئًا استراتيجيًا يجب التخلص منه، والتحول نحو تحالفات شرقية مع إيران ودول أخرى أصبح ضرورة حتمية لتحقيق الاستقلال الاستراتيجي وإعادة صياغة المعادلة الإقليمية. فقط من خلال تحالفات متوازنة وتقوية القدرات الذاتية يمكن لدول الخليج أن تتخلص من الضعف والخضوع، وتؤسس لمرحلة جديدة من القوة والاستقرار.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال