د. احمد المياحي ||
■الفصل الأول؛ مشاركة واسعة في ظل مقاطعة التيار الصدري
شهدت الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة مشاركة شعبية واسعة، فاقت التوقعات، بل وتجاوزت الانتخابات السابقة. هذا على الرغم من الدعوات الواسعة للمقاطعة، ودعوات الطعن سلفاً بشرعية وجدوى الإنتخابات. إلا أن الشعب العراقي، وخاصة في الجغرافية الشيعية وهي المستهدف الأكبر، أظهر من خلال حضوره الكثيف في صناديق الاقتراع تجاوزه مرحلة القمع السياسي. مما يدل على أن الإرادة الجماعية للعراقيين في الحفاظ على الاستقرار وتعزيز مؤسسات الدولة قد تغلبت على أي نزعات شخصية أو طائفية.
■الفصل الثاني؛ فشل المحور المعارض في احتواء المقاومة
▪️استخدم أعداء العراق، من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني إلى المحور الرجعي العربي، كل ما لديهم من أدوات قبل الانتخابات لمنع هذا المحور من تحقيق فوز حاسم. كان الضغط الإعلامي والتحركات السياسية والتدخلات الأمنية مُصممة جميعها بهدف كسر اللحمة الداخلية للعراق. إلا أن نتائج الانتخابات أظهرت وعي الشعب العراقي ونخبه بالأوضاع الإقليمية وثباتهم عليها، وصمودهم في وجه المؤامرات الخارجية. لم يكن فوز القوائم الشيعية، انعكاسًا لأصوات الشعب فحسب، بل كان أيضًا دليلًا على فشل المحور العبري الغربي في احتواء الإرادة الوطنية العراقية.
■الفصل الثالث: الاستقرار الشعبي لجبهة المقاومة في العراق والمنطقة
▪️أثبتت نتائج الانتخابات مجددًا أن حركة المقاومة متجذرة في المجتمع العراقي، وأنها، خلافًا لما تدعيه وسائل الإعلام المعادية، ليست حركة مفروضة وتابعة، بل نابعة من وجدان الشعب. هذا التماسك الشعبي هو أعظم رافعة للقوة والردع في وجه المؤامرات الخارجية. أظهرت الانتخابات الأخيرة أن العراق اليوم قد بلغ مرحلة من النضج السياسي، يستمد استقراره لا من الدعم الخارجي، بل من الاعتماد على الشعب والارتباط بجبهة المقاومة. وقد رسّخ هذا الإنجاز السياسي مكانة العراق كأحد الركائز الأساسية لمحور المقاومة في المنطقة.
■ الخاتمة
▪️لم تكن الانتخابات البرلمانية العراقية انتصارًا لحركات المقاومة فحسب، بل كانت أيضًا فشلًا لمشروع الأعداء الهادف إلى زعزعة الاستقرار. لقد أثبت الشعب العراقي بأصواته أنه يسير بوعي على طريق الاستقلال والمقاومة والسلطة الوطنية؛ وهو طريق منح جبهة المقاومة، من صناديق الاقتراع إلى الساحة السياسية، شرعية وقوة مضاعفة، أكثر من أي وقت مضى.
