حافظ آل بشارة ||
الهجوم الصهيوني الاخير على ضاحية بيروت الجنوبية واغتيال رئيس اركان حزب الله وعدد من القادة دليل على ان الكيان الصهيوني يتصرف بحرية كاملة في لبنان لا يخشى اعتراضا من خارج لبنان ولا تهديدا من داخله، العدو يستخدم المعلومات والرصد السبراني الدقيق والطيران المسير في تنفيذ اهدافه وهجماته النوعية فهو يستهدف القادة اينما حلوا ورحلوا،
موقف الحكومة اللبنانية متفرجة، لانها بالاصل حكومة وجدت من اجل مساعدة الكيان في مهمة القضاء على حزب الله، اذن حزب الله حاليا يعيش في بقعة داخل بلد يحتله الكيان بشكل غير معلن، واغلب القوى السياسية في لبنان تعمل لصالح الكيان الصهيوني، ويتمنون ان تحتل اسرائيل بلدهم بشكل كامل وعلني، وهي القوى نفسها التي صفقت للغزو الصهيوني للبنان في الثمانينيات والتسعينيات، اذا كان حزب الله لا يرجو نصرة من الداخل ولا من الخارج ومحاط بالاعداء فماذا عليه ان يفعل؟
ليس من حق احد ان يقترح على الحزب ما يفعل وهو وسط الحريق، لكن هل يبقى حزب الله متفرجا والكيان يقتل قادته وشبابه من كل المستويات بشكل يومي؟ وما هي نتيجة هذا الموقف؟ انه موقف غير منطقي ان يعطي عدوه الفرصة لكي يقضي عليه دون ان يدافع عن نفسه!
ما هي الاسباب التي تجعل حزب الله يقف مكتوف اليدين والعدو يقتله بصمت؟ يقتله بالطائرات المسيرة والمقاتلة، يمتلك الرجال والسلاح لكنه لا يقاتل خشية العواقب! اية عواقب؟ وهل سيصيبه اكثر مما اصابه لحد الآن؟ لنفترض ان حزب الله قرر ان يدافع عن نفسه، هو يمتلك آلاف الصواريخ فلماذا لا يمتلك اسلحة الدفاع الجوي المضادة للطائرات المسيرة؟
روسيا واوكرانيا كل منهما افشل حرب المسيرات، وهذا دليل على ان مقاومة المسيرات موجودة ويمكنها ان تغير مصير المعركة، فلماذا لا تصل المقاومات الى حزب الله؟ ثم اذا قرر حزب الله ان يرد على الكيان بالصواريخ، فماذا سيحدث؟ ان صواريخ حزب الله تصل الى تل ابيب وحيفا وكل المستوطنات، الكيان يعاني من آثار الحرب ولن يتحمل ضربات صاروخية جديدة، وهناك هجرة معاكسة للصهاينة ومئات الالاف منهم يهربون من الكيان ولا يعودون، وهناك تدهور نفسي وتدهور اقتصادي،
فاي هجوم يشنه حزب الله ستكون له اثار مدمرة على الكيان خاصة اذا ساندته هجمات مماثلة من اليمن، سيكون هناك فصل جديد من القتال لا يتحمله الكيان، هل يخشى حزب الله ان يهاجمه صهاينة لبنان؟ فان نصف الجيش اللبناني من الشيعة ولا يمكن ان ينخرطوا في قتال ضد اخوانهم، هل يخشى ان تهاجمهم عصابات الجولاني من سوريا فهؤلاء الايغور والشيشان والامويون ذاقوا سابقا مرارة الهزيمة امام الشيعة في معارك داعش في العراق وسوريا، ومعارك اخرى على الحدود اللبنانية.
هناك مفترق طرق (ولو تُرك القطا ليلا لناما) سابقا قال الشيخ نعيم قاسم الامين العام لحزب الله انهم قد يضطرون الى معركة كربلائية ويبدو انها اصبحت الآن الخيار الوحيد لحزب الله، ولا داعي للصمت حفاظا على حياة ذليلة لا قيمة لها، فالموت اولى من ركوب العار.
