جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف إيران وحزب الله في فنزويلا..!

إيران وحزب الله في فنزويلا..!

حجم الخط

 


محمد شريف أبو ميسم ||

أثار تصريح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو “إن فنزويلا توفر موطئ قدم لإيران وحزب الله” دهشة المراقبين الذين يفّسرون العداء الأميركي للنظام في فنزويلا على أساس الخصومة التاريخية بين الرأسمالية العالمية والاشتراكية. اذ كانت بعض الآراء وما زالت وهي بصدد تفسير هذا العداء، تركز على دوافع الخشية التي تحملها سلطة رساميل العولمة التي تحكم النظم الليبرالية، بوصفها الوريث الشرعي للرأسمالية العالمية، من بقايا الفكر الاشتراكي بعد انهيار المعسكر الشيوعي.

في وقت لاقت هذه الخشية رواجا في أوساط الرساميل الأميركية الحاكمة مع صعود التيارات الداعمة للنقابات، والمطالبة بنظام اقتصاد سوق اجتماعي، يضمن استمرار تمويل الأوعية الضريبية من أموال الشركات، وتجلى ذلك بعد فوز المرشح الديموقراطي ذي الخلفية اليسارية، زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك. اذ ينظر أرباب الشركات بقلق وريبة للنظام الاشتراكي المتحالف مع الشيوعية في فنزويلا، بوصفه سببا ومدعاة لتنامي المطالبات الاشتراكية داخل أوساط المهاجرين والملونين في الولايات الأميركية،

فضلا عن عدم تبعية النظام الاشتراكي في فنزويلا للارادة الأميركية، بجوار كوبا الاشتراكية في منطقة البحر الكاريبي، علاوة على صعود بقايا حركات التحرر الاشتراكية في بعض بلدان أميركا الجنوبية مؤخرا، كما في الاكوادور وبوليفيا وتشيلي والارجنتين في سياق ما يسمى بالمد الوردي،

فضلا عن القرب الجغرافي لدول فيتنام ولاوس الاشتراكيتين في جنوب شرق آسيا، ما جعل تفسير العداء الأميركي لهذه النظم السياسية، يدور في سعي الولايات المتحدة للقضاء على بقايا “حركات التحرر الاشتراكية” في منطقة الكاريبي والمناطق القريبة منها، ورسوخ فكرة العداء المستدام والحصار الاقتصادي على فنزويلا.

اذ عادة ما تحوم مبررات العداء حول قضايا ذات صلة بالمهاجرين الغير شرعيين، وتهريب المخدرات والسلاح وغسل الأموال وسواها من التهم، التي عادة ما تلّفق لأي نظام يتمسك بالسيادة، ويرفض الانصياع للارادة الأميركية، أو يقاوم محاولات فرض الوصاية والتدخل بالشؤون الداخلية.

وفي وقت أظهر فيه الرأي العام العالمي والأميركي، رفضا واسعا لسياسة الدعم الأميركي للكيان الصهيوني، وهو يرتكب جرائم الابادة الجماعية والتجويع ضد الشعب الفلسطيني في غزة، باتت قرارات الحرب “وعلى ما يبدو” بحاجة ماسة إلى فزّاعة تدعم وتبرر العدوان على الدول المستقلة، والتي عادة ما يطلق عليها “الدول المارقة”. اذ لم تعد تهمة “تهريب الكوكايين والمخدرات المنتجة بكولومبيا عبر أراضي فنزويلا إلى الولايات المتحدة” مبررا مقنعا تقدمه الادارة الأميركية إلى الرأي العام الأميركي وحتى الكونغرس ومجلس الشيوخ لشن حرب على دولة أخرى.

فجاء تصريح “روبيو”، وكأنه يبحث عما يدعم فكرة العمل العسكري ضد فنزويلا، بعد أن أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفويضا بهذا الشأن، ليكون النظام الفنزويلي بحسب روبيو “مصدر زعزعة للاستقرار في المنطقة بأسرها».

إن الادارة الأميركية ومن خلفها الدولة العميقة التي تدير الشركات التي تحكم العالم، وهي بصدد مواجهة معضلة تغيير النظام في فنزويلا، أثبتت بتصريح وزير خارجيتها هذا، عجزا واضحا في محاولات تغيير النظام السياسي في فنزويلا، برغم العقوبات الاقتصادية ودعم المعارضة الفنزويلية “منذ الاعتراف الفاشل بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، مرورا باختيار زعيمة جديدة للمعارضة الفنزويلية، ماريا كورينا ماتشادو، التي تم منحها جائزة نوبل للسلام لعام 2025 مؤخرا”،

وأثبتت أيضا أن ايران وحزب الله يمثلان الحقيقة الراسخة أمام فشل مشروعها في الشرق الأوسط. لتكون فكرة “إن فنزويلا توفر موطئ قدم لإيران وحزب الله” اعترافا حقيقيا بصلابة جبهة المقاومة للمشروع الصهيوأميركي في منطقة الشرق الأوسط، ومبررا سابقا لأوانه، خشية الوقوع في مستنقع حرب، قد تطيح كليا بشعاراتها الداعية لحقوق الانسان والديموقراطية وصناعة السلام في العالم.


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال