عبد الملك سام – اليمن ||
يبدأ الأمر بالتدجين وينتهي بالتحول إلى قطيع يؤخذ الواحد فيه إلى المذبح ويذبح دون أن يتحرك أحد من أفراد القطيع.. هكذا تتصرف أمريكا وإسرائيل مع العرب والمسلمين! ومن المؤسف أن الكثير من الشعوب قد فقدت حتى الدافع للتحرك في إنتظار دورها في الذبح، بل والأسواء من ذلك أنها تتحمس ولا تتحرج من التحرك فقط ضد أي واحد يرفض هذا الذل والهوان!!
يتحدث العقلاء عن المؤامرة، وإذا بالمخابرات الأمريكية تصدر مصطلح أطلق عليه “نظرية المؤامرة” ليس بهدف توضيح معنى هذا المصطلح ولكن لجعل الآخرين يسخرون من كل من يقول أن هنالك مؤامرة مثله مثل كل المصطلحات الزائفة التي تطلقها امبراطورية الشر الأمريكية مثل مصطلحات الارهاب وحقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها من المصطلحات التي تستخدم ضد معناها!
لو بحثت في الكتب عن نظريات ومصطلحات كالرأس مالية والديموقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير لوجدت أن النظام الأمريكي المنافق يعمل بعكسها رغم أنه يتبجح بأنه مؤمن بها، والحقيقة أن النظام الأمريكي الصهيوني هذا هو أكبر نظام للدجل والنفاق والشر في العالم.
فمثلا أين الرأسمالية التي تدعو لحرية الأفراد في إمتلاك رؤوس أموالهم وعملهم من الأحتكار والقمع الأقتصادي الذي تمارسه أمريكا ضد الآخرين منذ قرون؟! أين حرية التعبير والنظام الأمريكي أكثر نظام يصادر هذا الحق حتى على مواطنيه وعلى الدول الآخرى حتى تلك المتحالفة معه؟! بل وهو أكثر نظام يوظف ماكينته الاعلامية للسخرية من الأديان وترويج الشذوذ والفساد حول العالم!
أما عن تعامل هذا النظام اللعين مع العرب والمسلمين خاصة، فحدث ولا حرج! وأخر ما نضحت به البالوعة الأمريكية هو مشهد يدل على مدى أستخفافها بالدين الإسلامي وإحتقارها لملياري مسلم حول العالم، وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يقوم فيها هذا النظام المأفون بالسخرية من الخالق أو أنبياءه أو كتبه أو مقدساته، فمن أين أتى النظام الوضيع بهذه الجرأة والصفاقة؟!
هم يعتقدون أن مرحلة التدجين قد أكتملت، وبأن المسلمون باتوا مجرد قطيع لا كرامة ولا نخوة فيهم، وهذا أمر لا يشرف أي حر أن يقف أمامه مكتوف الأيدي خاصة في هذا الوقت الذي تكشفت فيه كل الحقائق والمواقف والدوافع.. فإذا كانت كل المخلوقات لديها فطرة أن تتحرك ضد كل من يهددها ويبتغي سلبها حياتها، فلماذا سنسكت نحن؟!
يجب أن ندرك أولا أن الله سبحانه غني عن دفاعنا، وأننا لولم نتحرك فسيصل الشر إلينا نحن في النهاية، ولكن لو أننا تحركنا فإن الله سيقف معنا، وعندها لن تستطيع قوة في هذا الكون أن تقف ضدنا.. السكوت جريمة في حقنا نحن قبل أي شيء آخر، والسكوت موافقة على أن تتم معاملتنا أسواء من الحيوانات، والسكوت سيتبعه ذل وهوان وأستعباد ومصائب لا حدود لقبحها، والسكين ليست النهاية؛ بل أن هناك خزي وعذاب في الآخرة ينتظر كل الساكتين!
أما التحرك فشرف ورفعة، ونتائجه مضمونة بفضل الله، وسيدراء عنا الخزي والهوان في الدنيا والنجاة في الآخرة.. فوق هذا كله سنكون سببا في زوال أكبر إمبراطورية للشر في العالم بعد أن وقفت ضد الله وخلقه بعد أن تمرغ في التراب، وسنثبت للعالم الذي يترقب ماذا سنفعل أننا أمة حرة ولسنا قطيعا، فالفرصة بأيدينا فلا تفوتوا التحرك بمعية الله؛ فترك الفرصة غصة.. يقول الشاعر:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدمُ ، والله المستعان.
