حسين الذكر
مع ان مشاهد الشهد والفات النظر عديدة مكنونة الجمال سيما التراثي فيه حيث تتغلغل تلك الصور باعماق النفس لتاخذك الى عوالم أخرى كامنة فيك .. الا ان جمهرة غير متجانسة الزي مختلطة الموسيقى والاهازيج شدتني لمتابعة العرض البسيط والجميل .. كنا هناك حيث بدات الناس تتقاطر فرادا وجماعات حيث وقف ثلاثة شبان لم نحدد هوياتهم في العرض الصامت الا من شعار دولتهم واعلامهم .. طل يستعرض مهارته الكروية بطريقة مذهلة والأكثر اثارة بالعرض المشكوف ان احدهم كان مبتور القدمين ويرتكز على اطراف صناعية حركاته مثيرة بدت الكرة مطاوعة له كانهما مترابطين باصرة حية لا جماد فيها .. فيما الاخر اخذ يلعب الكرة براسه وقدمه وعلى ظهره ورقبته بسيطرة عجيبة لم تسقط الكرة منه الا برغبته .. بصورة اذهلت الاذهان بأجواء سوق غارق في العراقة مصنوع من الاصالة راسخ بالبساطة لا تعقيدات ولا تقنيات كل في سوق (واقف) يعبر عن نفسه ويتجلى للاخرين باريحية لا تتطلب سوى الانسياب والتناهي والاستغراق استغراق في عوالم التراث وربما الغوص في الذاكرة الإنسانية الممتلئة باشياء عدة ليس آخرها الاحساس بالانتماء .
يقول قاموس السوق انه قديم بعمر اكثر من مائة سنة كان عبارة عن ملتقى لتبادل السلع بين البدو وقد راى النور بصورة احدث منذ عام 1955 الا ان النار التهمته بحادث عرضي عام 2003 مما أتاح فرصة للحكومة ابداعه من جديد واخراجه بحلة تليق بقطر ودورها المحوري على ضفاف خليج ظل وما زال مازوم ومزحوم بالسيل والليل... وما حباه الله من خير . تمت اعادة صياغته على ذات المنوال ولو بطريقة احدث لكنها حافظت على اهم مميزاته التراثية بل ابتكرت ما يعزز ذلك الاستغراق النفسي والاحساس الجمالي الغاطس بالف ليلة وليلة وفانوس جمل وصقر وخيل ..
خلال بطولة اسيا 2023 شاهدت الناس من مختلف الجنسيات اغلبهم يدبكون ويلعبون ويحملون اعلام بلدانهم في صورة استعراستعراضية للقوة المشحونة برغبة تشجيعية مشروعة من مختلف الوان آسيا حيث فتح السوق ذراعيه دون تاشيرة .. بل حتى الحضور الأمني الرمزي كان من اجل راحة الناس وإشاعة الطمانينة واتاحة فرص التعبير اكثر من الخشية من أي شيء اخر ..
هنا في سوق واقف تجلت البساطة وتعددت وسائل التعبير واختلج سميك حابلها مع رقيق مشاعرها وهي تستل الأفكار وتذوب بمختلف المشاعر بقاموس طاوسي التبختر قزحي الألوان جل ما فيه جمال .. والاجمل هو الصبغة التشجيعية الرياضية التي استغرقت فيه حد الاغراق ومن مختلف الأعراق .
