سعيد البدري ||
منذ الاعلان عن يوم عالمي للقدس على لسان قائد الثورة الاسلامية الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني رضوان الله عليه جرت العادة ان تشهد الكثير من البلدان الاسلامية في اخر جمعة من شهر رمضان الكريم من كل عام مسيرات تأييد وتذكير ان فلسطين هي العنوان وانها القضية الاولى لكل مسلم مازال متمسكا بدينه والتزامه الانساني تجاه الشعب الفلسطيني الصابر ، في هذا العام وفي ظل متغير معركة طوفان الاقصى التي كشفت احداثها الحقيقة وقادت لفضح امر الصهاينة وهزيمتهم عسكريا وامنيا وسياسيا ،وهو ما يجعل الاحتفاء بهذا اليوم امرا مختلفا بسبب اتساع رقعة الادانة لوحشية الصهاينة واجرامهم وتباهيهم بمواصلة حرب الابادة على شعبنا الاعزل عن سابق اصرار ودعم وتخطيط اميركي غربي ،ليثبت بذلك زيف الاستكبار وكذبه و استخفافه بكل القيم والشرائع والقوانين ..
يوم القدس لم يعد يوما عاديا وقد تحول فعليا ليوم عالمي يذكر كا الشعوب بأنسانيتها ،بما فيها تلك الشعوب الغربية التي تصر حكوماتها على مواصلة نهج العدوان واتتهاج اساليب العصابات المارقة المنسلخة عن حشد البشرية ،ولأن القدس تعني الاقصى فقد كتبت معركة طوفان الاقصى بكل صفحاتها وبدعم محور المقاومة صفحة جديدة من تاريخ الصراع مع الصهاينة وحلفائهم ،واثبتت كيف يقاوم الفلسطيني الذي يعيش بلا مستقبل ويقتل لتمسكه بأرضه وهويته ان يفعل مع تحقق معادلة التمكين ولعل ذلك ما اراده الخميني العظيم ورمى اليه وهو ينصر قضية هذا الشعب المسلم ويستشرف قبل عقود مسارات ومآلات ونتائج هذا الصراع المرير الذي انتهينا فيه الى بطلان مدعيات المطبعين والمتشدقين بأكذوبة الحياد .
لقد اثبتت المعادلة الجديدة وكشفت ايضا ما يفعله التمكين والدعم الحقيقي من عزة واقتدار دفعت الصهاينة وقبيل الاحتفاء بهذا اليوم وتأكيد التضامن مع الفلسطينيين في كل مكان سيما اهالي ومجاهدي غزة الى تنفيذ سلسلة من الجرائم تضاف لجرائمهم ..
بعد كل ذلك فقد باتت يد المقاومين طويلة بما يكفي لتطال الاراضي المحتلة وتقصف ملاجئ واوكار الغاصبين وتدمر ثكناتهم بفعل امتلاكهم السلاح اللازم الذي يواجهون به الة الحرب المدمرة ،نعم ونحن نعيش ايام هذه المعركة ونشاهد صور الصمود ،اكتشفنا ايضا مدى تسافل دعاة حقوق الانسان المتصهينين وخسة ودناءة اغراضهم ..
وينبغي ان لا تمر هذه المناسبة دون ان يكون لنا دور في تبيان الحقيقة ،فالفلسطيني المجاهد الذي يتحمل كل عمليات العدوان الرامية لسلبه كرامته بتواطئ عربي غير مسبوق يجاهد من ميدانه وفي اصعب الظروف واقسامها ينتظر ان نحضر ميادين جهاد التبيين ونرفع راية الحقيقة بكشفنا هزيمة الصهيونية واندحارها ،وهذا ليس كل دورنا بل ان هناك دور اخر ينبغي ان نركز فيه جل جهدنا وهو فهم واستيعاب التحولات التي رافقت هذه الصفحة والظروف التي احاطت بها وحث الشرفاء والاحرار على استغلال ما بيدهم من حقيقة لدحض الة الاعلام الدنيئة التي فشلت حتى الان في النيل من عزيمة شعبنا الفلسطيني وثباته ..
ان يوم القدس العالمي هو يوم مشهود من ايام الله التي انتصرت فيها ارادة المقاومين وسقطت فيه اقنعة من استتر محاولا الايحاء بأن خيار النأي بالنفس هو اسلم المحاولات وذلك هو الوهم بعينه لأن من يرفع شعار السلام وعدم المواجهة مع العدو انما يكرس حالة الخذلان والتنكر لحق بين لا يحتاج لاثبات وينسلخ عن القيم الانسانية الحقة ،ولاجل ذلك فعلينا جميعا شكر اهل الميدان وجنوده وهم عموم ابناء الشعب الفلسطيني الذين يتصدون لواجب الدفاع عن قضيتهم كما ينبغي توجيه التحية لكل الساحات المنضوية تحت راية محور المقاومة والتحية ايضا لصاحب الدعوة ورجل الاسلام العظيم الذي فجر ثورة الاسلام وهز عروش الاستكباريين والصهاينة الامام روح الله الموسوي الخميني قدس سره والسلام على فلسطين المقاومة والشهادة ..