القاضي حسين بن محمد المهدي ـ اليمن ||
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله سبحانه وتعالى لايرضى من خلقه إلا بتادية حقه
وشكر نعمه
ولزوم شريعته
والجهاد في سبيله
والنصح له ولرسوله وكتابه وكافة عباده
فمن أمضى أيام حياته بغير حق قضاه
أو فرض أداه
أو مجد اكتسبه
أو ظلم أزاله
أو أجر احتسبه
فقد خسر أيامه وضاع زمانه.
لقد جاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين بدين بلغ في كل فضيلة حده البعيد
دينٌ يحفظ للإنسان نفسه، وزمانه، ومكانه.
دينٌ هو المثل الأعلى للمتقين
والمثل الجامع لكل مكرمة وكرامة بين الناس أجمعين
جاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم بدينٌ أسس بنيانه على الوحدة،
والتوحيد،
والعدالة.
دعوته قائمة على التوحيد وأن خالق الكون والمدبر لشؤونه والرقيب على الضمائر والنيات هو الحي القيوم (قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
إن الحجاج في عرفات يوحدون الله ويعظمونه(ذلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (ذلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّـهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ).
ليتذكر المؤمن إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ماقلته انا والنبيون من قبلي (لا اله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ).
لا اله الا الله كلمة التوحيد والايمان، وكلمة الإخلاص لايسبقها عمل، وكيف يقبل عمل مَن لايوحد الله.
انها كلمة الإخلاص والنجاة، ففي الحديث النبوي الشريف: (لا اله الا الله حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي).
لقد جمع الله الحجاج من مختلف اصقاع الأرض،
جمع بين الأسود والأبيض والأحمر والاسمر، جمع بين الطبيب والفلاح والعالم والجاهل، جمعهم على طاعته في لباس واحد معظمين له،
ليتخلصوا من أسباب الفرقة والشقاء،
فيسعدون وينصرفوا مغفورا لهم.
إن من جمع الحجاج على صعيد عرفة قادر على جمعهم ليوم الحساب (وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَ هُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ)
لقد بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة عظيمة في يوم عرفة قواعد الإسلام وقرر فيها بيان المحرمات واوصى بالنساء خيرا ،
واوصى بالاعتصام بكتاب الله،
وأمر ان يبلغ الشاهد الغائب،
فقد دعا فيها إلى توحيد الله،
وبين وحدة الأصل،
ووحدة الأمة،
ووحدة الفكر،
ووحدة الاهداف.
إن المسلم يجب أن يشعر في يوم عرفة بتحمل المسؤولية تجاه مايحدث للأمة أفرادا وجماعات فالكل متضامنون في تحمل هذه المسؤولية جماعات وافرادا واول من يتحمل المسؤولية ولاة الأمر وعلماءها وقادة الفكر فيها فالكل مسؤولون أمام الله محاسبون عما يحصل من ظلم وعسف وقتل في فلسطين فالله سائلهم
فإن فريضة الجهاد ودفع الظلم مقدم في فضائل الأعمال على الحج، فقد سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ” إِيمَانٌ بِاللَّهِ “. قَالَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : ” الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ “. قَالَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : ” حَجٌّ مَبْرُورٌ “.
لقد آثر سبط رسول الله الحسين بن علي عليه السلام الجهاد في سبيل الله فخرج بعدما نقضت عروة الإسلام الأولى مجاهدا في سبيل الله فأين انتم من شجاعته واقدامه ومحبته مناصحة الأمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اعلاء لكلمة الله.
وقد سيطرت الصهيونية اليهودية على فلسطين وانتم في لهو، مع أن عقيدة الإيمان والتوحيد تبعث في الإنسان القوة والبطولة والشجاعة
فالموحد لايخشى بأس غير الله ولايخاف ضره مهما بلغ من قوة
وهاهو الحسين بن علي عليه السلام يضرب مثلا أعلى في الشجاعة والاقدام والنصيحة، فهلا تاسيتم به في إصلاح شؤونكم وجهاد عدوكم ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين ولانامت أعين الجبناء