رياض الفرطوسي ||
تخيل نفسك وانت تعود كل يوم للمنزل منهكا ومستنزفا ومثقلا من مشقة الطرقات والازدحامات والشوارع المغلقة والحرارة المرتفعة جدا . في الدائرة والعمل تتحول الى شخص اخر ستكون غير ما انت عليه . تقول كما يقولون وتضحك كما يضحكون وتجلس كما يجلسون وتفكر كما يفكرون ( اذا كان ثمة من يفكر فعلا ) . انت بحاجة دائما ان تبرر وتفسر وتدافع عن نفسك كما لو انك طريدة تفكر بالنجاة فقط . مرة من اوامر مسؤول العمل ومزاجياته ومرة من زملاء المهنة الذين يغارون من كل شي. مع بشر ليسوا اسوياء ‘ انت محاصر بالنصابين ممن يمتهنون التخطيط والمكر والدهاء والوشاية والاستجواب والاقنعة. الحياة الحقيقية غائبة كما يقول الشاعر ارثر رامبو . لكن في امكنة اخرى وثقافات مختلفة وبلاد غريبة لديك خيارات كثيرة ومساحات من العفوية والحرية والبساطة والنبل والتواضع والوضوح والتضامن والشفافية والمبادرة والطمأنينة والكرامة . حيث كل شي له معنى المصافحة والعناق والابتسامة والنظرة والكلمة ولان البيئة نقية فكل شي يزهر . تستطيع ان تشم عطر الورد ممن تلتقيهم من خلال نوع التحية . يحدث هذا مع بشر لا تعرفهم حيث المشاعر تتوهج بالصدق والشكر والسرور تشعر ان رأسك يرتفع كما لو انك تولد من جديد. لكنك بيئتك وارضك وناسك ومجتمعك ووطنك تلقي التحية على شخص فيلقي عليك تهمة . الانسانية لا تزهر في بيئة ضحلة