محمود وجيه الدين ـ اليمن ||
إنّ مشهدية غدير الخُم كامِلة، مُنبثقةٌ عن رفعِ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) راحةَ يد أمير المؤمنين (عليه السلام) التي تعُبِّرُ وتعتبرُ المُحقِقة لعِزة ورفع شأنِ الإسلام رفعًا منهجيًّا صحيحًا. أيْمُ اللهِ…اليومَ يقينًا نشهدُها، فيمن اليوم يتحرّك تحركًا دؤؤبًا كجُندي وضابط مُخلِص لعليٍ بشتّى الساحات فانيًا وجودهُ للإسلام، ومُدافِعًا عن المسلمين؛ لأجل الحفاظ على ماء وجهِ الأُمّة الإسلامية، ولكي تظلُ هذه الأُمة عزيزة وحدَوَيَّةً رفيعة في مَحطَّ رأسِ الهرم دائمًا بلا وقوع وبلا تقوَّض . هكذا عرفتُ أهم غاياتِ وركائز القيادة الإسلاميّة الحقيقية، وهكذا رأيتُ أبرزَ نتائجها، وهكذا أتطلّعُ بشوقٍ بها وشغف فيها للمُستقبلِ المُشرِق -إن شاء الله- .
الحقيقة كنتُ أعتقِدُ في السنوات الماضية، وبكُل سنةٍ ازداد يقينًا بأنّ يوم الولاية ويوم عاشوراء في اليمن، يُظهِران جيّدًا بالحضورِ مِصداقية الإنتماء الولائي لأهل البيت (عليهم السلام) بعيدًا عن أيّ مُناسبةٍ أخرى أو حضور جماهيري آخر؛ فبِما لهما مِن المكانةِ الراسخة في الهويّة الدينية وفي الساحة الفكرية، وكذلك في عدم تلوّنهما بألوانٍ أُخرى . لذلك لم أجِد دلائل للتراجع بهذا الإعتقاد أبدًا إلى السنةِ هذه. الجدير بالذكر أن حُب الإمام علي (عليه السلام) معيارٌ سرمدي؛ وكما يقول النبي الأعظم (صلّى عليه وآله وسلّم): ” يا علي لا يُحبَّك إلا مؤمنٌ تقي ولا يبغضك إلا مُنافقٌ شقي “، فتُصبح مسألة الحُب له ليست مَحصورةً في كميّة المشاعر ومِقدار العاطفة فقط بل كذلك قطعًا هي اِشارتين لفاعلية نُسبة «الإقتداء» ومكانة ارتقاء «الولاء» على المستوى العملي.
اللَّهم اجعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والمُقتديين به .