رياض الفرطوسي ||
الغالبية من الناس ربما لا يعلمون ان يحيى السنوار كان كاتب قصة ‘ وله 5 مؤلفات . كتب خلال فترة سجنه هذه الكتب ‘ منها روايته المعروفة ( الشوك والقرنفل ) وهي سيرة ذاتية ‘ مع ادخال بعض العناصر الخيالية عليها .
قضى السنوار 22 عاما في السجن وهو يحلم ان يموت مدافعا عن قضيته من خارج الزنزانة .
اطلق سراحه في صفقة تبادل اسرى ‘ حيث كان واثقا ان قضبان السجن لن تحطم احلامه .
هكذا استطاع ان يحول الاحلام الى حقائق قلبت معادلات دول كاملة .
كان يعرف ان ما كتبه في ظلام سجون الاسر سيكون مضيئا خارج اسوار السجن .
خرج من المعتقل الى ميدان المواجهة والحرب ولم يذهب الى الفنادق الفخمة والمكاتب المرفهة . تلك هي خصائص الرجال الكبار المنسجمين مع انفسهم .
يكتبون ويقاتلون ويفكرون بروح واحدة ‘ في زمن الزيف والاقنعة والخداع والكذب والمراوغة .
عاش منسجما مع ذاته كما لو انه سبيكة ذهب ‘ يكتب ويقاتل بذات اليد .
ادهش سجانيه بكتاباته الروائية كما ادهش العالم حينما اعتبر الشهادة فوزا ونصرا .
هؤلاء الرجال لا يقتلهم الموت بل يخلدهم ولن تستطيع كل صواريخ العالم ان تقتل صرخة حقيقية او كلمة حرة .