جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف ‏"القائد المختلف يقف في الصفوف الأولى لصنع التاريخ"

‏"القائد المختلف يقف في الصفوف الأولى لصنع التاريخ"

حجم الخط

 


حسين سالم

في عالم تتشابك فيه المصالح وتتصاعد فيه التوترات على مختلف الأصعدة، تبرز شخصيات نادرة في التاريخ السياسي كصانعي تغيير يتجاوزون اللحظات الزمنية التي يعيشون فيها ويقلبون المعادلات السياسية والعسكرية. الشيخ قيس الخزعلي هو واحد من هذه الشخصيات؛ قائد فذ يجمع بين الحكمة السياسية والبراعة الميدانية، ويتنقل بين ساحات المقاومة وكواليس القرار السياسي بإتقان لا نظير له.

منذ ظهوره كقائد ميداني ثم سياسي مؤثر، استطاع الخزعلي أن يعيد رسم الخطوط الاستراتيجية في العراق. صلابته أمام التحديات لم تكن أحداثًا عابرة، وإنما جزءًا من رؤية متكاملة لتحدي الهياكل القائمة وإعادة تعريف معادلات السلطة والقوة. إن حضوره في الصف الأول في طهران بإمامة السيد علي الخامنئي ليس مجرد بروتوكول ديني، بل تعبير عن عمق التزامه بقضايا المنطقة، ودور لا يُستهان به في صياغة المشهد السياسي.

على الصعيد الاستراتيجي، الشيخ الخزعلي هو رجل لا يُقاس بما يظهر على السطح فقط. خلف خطوط المواجهة المباشرة، يعمل على هندسة معقدة تتشابك فيها العلاقات الدبلوماسية مع التحركات العسكرية، وفي هذه الديناميكية تكمن قوته الحقيقية. إنه لا يواجه الأحداث بل يصنعها، من خلال استباق الأزمات وتوجيه مسارها بما يخدم رؤيته للمقاومة والتحرر من الهيمنة الخارجية.

في زمن الانكسار العربي وتآكل المواقف المبدئية، يمثل الخزعلي استثناءً صارخًا. بينما تتهاوى قلاع المواقف التاريخية وتنحني الشخصيات السياسية أمام رياح المصالح الآنية، يبقى الخزعلي وفيًا لمبادئ المقاومة، لا يتخذ قراراته تحت ضغط اللحظة، بل ضمن استراتيجية متكاملة ترى في المقاومة المسلحة جزءًا من معركة شاملة لتحرير الإرادة السياسية.

تستمد شخصية الخزعلي جزءًا كبيرًا من قوتها من التزامه بفكر التحرر، لا كفكرة مجردة بل كنهج حياة. قدرته على البقاء في مركز التأثير تعكس ذكاءً سياسيًا متميزًا، وقراءة دقيقة لموازين القوى العالمية، إلى جانب رؤية واضحة تستند إلى ضرورة التحرر من كافة أشكال التبعية الغربية. إن تحركاته ليست وليدة ردود فعل، وإنما جزء من خارطة طريق تتسع لجميع الاحتمالات وتستعد لمواجهة التحديات مهما كان حجمها.

الشخصية الكاريزمية التي يتمتع بها الشيخ قيس الخزعلي ليست مجرد انعكاس لشجاعته العسكرية أو صلابته الفكرية، بل هي نتاج مسار طويل من العمل المتواصل على مختلف الجبهات. إنه قائد يجيد الموازنة بين الفعل والمبادئ، لا يتردد في اتخاذ القرارات الصعبة، ويضع أمامه هدفًا واضحًا لا يحيد عنه: تحرير الأمة من الهيمنة وبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.

في الوقت الذي تحولت فيه الكثير من الشخصيات السياسية إلى لاعبين محدودي التأثير في ساحة تتصارع فيها المصالح، يبرز الخزعلي كرجل يصنع التوازن. فهو لاعب بارز يجمع بين الجرأة في المواجهة، والمرونة في بناء التحالفات، مما يجعله شخصية يصعب تجاهلها في أي تحليل لمستقبل العراق والمنطقة. بعيدًا عن الدبلوماسية المجردة، يؤمن الخزعلي بأن السيادة تُصنع على الأرض، وفي ميدان المقاومة، حيث لا مكان للتسويات الهشة.

يمثل الشيخ قيس الخزعلي اليوم رمزًا لمشروع مقاوم مختلف، مشروع لا يعرف الاستسلام ولا يقبل التراجع. إنه القائد الذي يجسد إرادة شعب يقاتل من أجل حريته وكرامته. في زمن تتصاعد فيه الأزمات وتتشابك فيه المصالح، يبقى الخزعلي واحدًا من أبرز الأصوات التي تعبر عن الروح الثورية الحقيقية، تلك الروح التي لا تنحني أمام الضغوط، ولا ترضى بأقل من تحرير الإرادة وتحقيق العدالة.

في النهاية، يبقى السؤال الأهم: إلى أي مدى يمكن لهذا القائد أن يمضي في مشروعه الثوري؟ الإجابة تكمن في الواقع الذي يصنعه الخزعلي يومًا بعد يوم، حيث يرسم طريقه بوضوح نحو تحرير الشعوب واستعادة حقوقها، دون أن يأبه للعواصف التي تحاول عرقلة مسيرته.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال