جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

كوثر العزاوي ||


كثير ماسمعت ومازلت اسمع، ثمة أناس من أبناء وبنات طائفتي الذين أكرمهم الله بولاية محمد وآل محمد “عليهم السلام” ممّن يتغنّى ويتمنّى رضا المولى صاحب الزمان “عجل الله فرجه الشريف” وأنا أيضا ممن تمنّى ومازلت، حتى بات هو هاجسي الأقدس. ولكن أنّى الوصول إليه ونحن لم نتبنّى بعد إعطاء المقامات حقّها!

في زمن تصدّر المقام الأعلى فيه، الرمز الفلانيّ، أو القائد الفلاني، أو المرجع الفلاني، والعالِم والشيخ وحتى الشهيد الفلاني، وكل هؤلاء رموزنا الفخر الذي لامناص منها، بل وتستحق جلّ الإعتزاز والتبجيل، غير أنها لاترقى إلى مقام المعصوم ورتبة القائد الأقدس، ذاك الذي ادّخره الله “عزوجل” لكل العباد والبلاد، وليًّا وقائدًا ومنقذًا وهاديًا ومعزًّا وو…الخ.

مما لا يُدَّخَر لغيره من البشر، ممن هم دون المعصومين “عليهم السلام”. إنّ المؤمن البصير العارف، والملتزم تعاليم النهج الأصيل لآل محمد “عليهم السلام” قطعًا لم يجهل ما لنوّاب الإمام المعصوم الغائب “عليه السلام” من قادة المرحلة ومراجع الأمة من مكانة شرف النيابة والقرب منه “عليه السلام”، ولكن تبقى المقامات والمراتب كما أرادها الله، ورتّبهم فيها، “فالمتقدّم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق”.

لذا علينا أولًا: أن نضع في باكورة أولوياتنا، كيف نكون كما يحبّ إمام زماننا “صلوات الله عليه”، وهذا الأمر يرتبط أولًا ارتباطًا وثيقًا بمدى معرفتنا لمسؤولياتنا والواجب الملقى علينا،

وثانيًا: السعي الجاد لتطبيق ماعلينا من واجب لنثبت الشاهد على صدق ادّعائنا، كما أننا مطالَبون في مثل هذه المرحلة، بإعادة النظر في الأفكار والسلوكيات الخاطئة، التي قد تصدر منا دون معرفة، حسب مانفكّر ومانقول، ومانكتب وننشر، مما يحتّم علينا التنبّه والاهتمام بتصحيح المسارات المنحرفة “إن وجدت”.

ثالثًا: يجب علينا المطالعة والتثقيف والاطلاع المستمر في قضية الإمام المهديّ “عجل الله فرجه” لأنها القضية التي ترتبط بمصير البشرية وتخليصها من الظلم والطغيان المحدق بالعالم أجمع،

فالمرحلة خطيرة واستثنائية، فلايجب أن يقصّر المكلفون بنشر هذه القضية العظيمة المقدّسة وإعطائها الأسبقية بكل ملحقاتها وفروعها وتفاصيلها، حتى يمكن للجميع فَهمَ أبعاد القضية المهدوية، ليتسنى للمكلف الأستعداد والتمهيد لصاحب العصر كما يليق به “أرواحنا فداه”.

رابعًا: تقوية العلاقة بالإمام الغائب الحاضر، من خلال توطيد الارتباط بالقرآن والأئمة المعصومين “عليهم السلام”، عبر دراسة الآيات وفهمها، وتأمُّل أقوال ماروي عن آل محمد، وأخذ المنهج السليم عنهم، في إدارة شؤون الحياة،

والتأكيد على سلامة النفس والأهل والدين والدنيا، وما يضمن سلامة الآخرة.

ولعل خير شاهد على ماذكرنا، هو أخذ الدرس، مما أوصى به سيد الموحدين وإمام المتقين أحد أصحابه الخُلّص “كميل ابن زياد” من بين الوصايا الكثيرة قائلًا له:

{يا كميل، لا تأخذ إلّا عنّا تكن منّا،

يا كميل إنّ لأ بليس فِخاخًا ينصبها، فاحذر ان يوقِعك فيها، يا كميل إنّ الأرض مملوءة من فخاخهم، فلن ينجو منها إلّا مَن تشبّث بنا، وقد أعلَمَكَ الله “عز وجل” انه لن ينجو منها إلّا عباده، وعبادَه أولياؤنا}.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال