جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف دخلنا العصر الأمريكي البريطاني في زمن الذكاء الاصطناعي..وويل للعرب..!

دخلنا العصر الأمريكي البريطاني في زمن الذكاء الاصطناعي..وويل للعرب..!

حجم الخط

 


ناجي علي امهز ||


البداية: أخذت على نفسي عهدًا ألا أكتب إلا ما ندر، لأن في هذا الزمن، العاقل من اتعظ بغيره.

اليوم من يعرف بالسياسة يتحدث، انما الذي لا يعرف ويتحدث بما لا يعرف او ماذا يجري في العالم، فان النظام العالمي الجديد سيسحب لسانه من مكانه.

لقد تبدلت موازين القوى، وتحول الزمن بشكل دراماتيكي. بالأمس، غادر بشار الأسد قصوره على عجل، واحتلت اسرائيل اجزاء جديدة من سوريا، كما احتلت اجزاء من لبنان، وبالامس القريب كانت امريكا توقع حل الدولتين بينما اليوم تطالب بتهجير جميع الفلسطينيين من فلسطين، حتى نتنياهو بدا يتحدث بسخرية عن العرب حسب تقرير الغارديان.

بالامس شاهدنا حشودا عسكرية مصرية في سيناء لمنع تهجير الفلسطينيين، وهي نفسها التي منعت دخول المساعدات الى الفلسطينيين، كيف ستواجه مصر قرار ترامب وهي التي نفذت بالامس قرار اسرائيل بمحاصرة الفلسطينيين في غزة.

رأينا جميعًا الملك عبد الله، ملك الأردن، قرب ترامب، حيث تجمد في مكانه ولم تتحرك منه سوى عيناه بصورة غريبة، وبعدها دخل المستشفى، وكأنه قد انفجر من الداخل.

ترامب نفسه قال: “لقد عرض عليّ العرب خطة بديلة، تتضمن استعدادهم لإعمار غزة، وتعويض إسرائيل، وضمان ألا تبقى فيها أي قطعة سلاح تهددها. بل إنهم مستعدون لفعل أي شيء، فقط ألا يُرحَّل الفلسطينيون إلى بلادهم!”.

وهذا ما قاله نتنياهو إنه ربما ترغب الرياض في استيعاب الفلسطينيين من غزة فلديهم الكثير من الأراضي، وقد أطلقت وسائل الإعلام الرسمية السعودية عاصفة من الشتائم ضده”.

ويحق فقط لبنان والسعودية لانهما يمتلكان أسبابًا قوية تبرر رفضهما لقرار مثل ترحيل الفلسطينيين، لكن يبقى السؤال: هل هناك بالفعل إرادة عربية موحدة لمواجهة قرارات بهذا الحجم؟

اليوم كل العرب مع السعودية التي كان موقفها واضحا حسب تقرير الغارديان أنه “عندما أعلن ترامب عن خطته، أصدرت السلطات السعودية على الفور بيانا يرفضها، وكانت الحكومة حريصة جدا على الإشارة إلى هذا الرفض لدرجة أنها أصدرت البيان في الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي” للمملكة العربية السعودية.

لكن امام ما قاله سفير الامارات لدى واشنطن: “نحن جميعا في مجال البحث عن الحلول” ولا “أرى في الحقيقة بديلا لما يتم اقتراحه” اي لا بديل لخطة ترامب يعني ان الانقسام العربي في اوجه.

خاصة بعض الدول العربية، تلك التي أقامت علاقات مع إسرائيل، تجد نفسها في موقف غير قادر على الرفض العلني لقرار مثل ترحيل الفلسطينيين، إما بسبب تحالفاتها أو ضعف تأثيرها السياسي.

اليوم الكثير من الدول العربية ستدفع ثمن تخليها عن المقاومة ليس للانتصار على اسرائيل، انما من اجل تعزيز موقفها.

فالشعوب التي لم تنتفض لحصار غزة، لا وزن لمواقفها.

اليوم لم يعد يوجد شيء اسمه صداقات او تحالفات بين الدول، فالذكاء الاصطناعي هو من يقرر ماذا سيحصل، ومن يعتقد ان السياسة العالمية والاقتصادية يقودها اليوم النخبة البشرية، فانه مخطئ وواهم،

وبظل الذكاء الاصطناعي الذي يهيمن على رسم السياسات ومنها الاقتصادية والعسكرية وحتى في التمنية البشرية، يعرف ان ترامب لا يملك الية الرفض والقبول بل عليه ان ينفذ، كما نفذ الية ترحيل المهاجرين الى امريكا ووقف منح الجنسية لمن يولد فيها كما كان سائدا قبل عقود طويلة.

ويُقال إن الذكاء الاصطناعي وبّخ نتنياهو قائلًا: “لقد ورطوك غالبية العرب الذين ساهموا معك بحصار الفلسطينيين، لماذا تريد أن تتورط بقتل الفلسطينيين؟

أرسلهم إلى الدول العربية، وهم سيتكفلون بقتلهم، كما حدث في السبت الأسود في الأردن، وستعم الفوضى هذه الدول مما يعني بان اسرائيل ستحصل على كل ماتريد حتى دون ان تخسر دولارا واحدا”.

نعم في في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم، يبدو أن العرب باتوا خارج معادلة التأثير، غير قادرين على تحديد مصيرهم أو اتخاذ قرارات تخدم مصالحهم. يُلام ترامب على قراره بترحيل الفلسطينيين، لكن هل نحن أمام قرار فردي أم نتيجة تراكمات تاريخية سياسية وثقافية أوصلت العرب إلى موقع المتفرج على قضاياهم المصيرية؟

من يتابع عن كثب السياسات العربية يعلم ان قرار ترامب لم يكن وليد اللحظة، بل هو انعكاس لوضع عربي متأزم لا يمتلك القدرة على فرض خياراته.

كيف يمكن أن نفسر صمت الشعوب العربية أمام ما حدث في غزة، حيث أُبيدت تحت القصف والجوع في شهر رمضان، دون أن يتحرك الشارع العربي بفاعلية؟ هل كانت إسرائيل وحدها من حاصر غزة، أم أن الأنظمة العربية كانت شريكة غير مباشرة في هذا الحصار؟

حينما تحدث ترامب عن نيته تهجير الفلسطينيين، لم يجرؤ احد عن اعلان قطع العلاقات مع امريكا او حتى مع اسرائيل.

لماذا؟

لأن النظام العربي فقد هامش المناورة، وأصبح رهينة التوازنات الدولية، بحيث لم يعد قادرًا على رفض أي قرار أمريكي أو بريطاني، كما صرّح ترامب نفسه بأن هؤلاء الحكام لا يمتلكون خيارات، وأن مجرد مصافحته لهم تُعدُّ تنازلًا من جانبه.

لو سالنا الذكاء الاصطناعي عن موقف ترامب من الشيعة، لأجاب بأنهم سيُحاسبون، لأنهم مختلفون عن بقية العرب؛ فهم وحدهم من ضحى في سبيل غزة، في وقت كان فيه 500 مليون عربي منشغلين بالاحتفالات والرقص والغناء. لكن هل كان الشيعة يعتقدون أنهم بعد الفلسطينيين سيكونون بمنأى عن التصفية؟

التاريخ يقول إن العرب تقاتلوا لعقود من أجل صراع قبلي كما في حرب داحس والغبراء، فكيف سيرحمون بعضهم اليوم؟ المشكلة أعمق من مجرد خلافات سياسية، إنها أزمة هوية وصراع دائم على السلطة والوجود.

اليوم عليك ان تسال الذكاء الاصطناعي وعلى اساسه تجيب، انما ان تسال اقاربك ومن حولك، حتى ما يجول بخاطرك اصبح شيء تقليدي للغاية وبدائي.

وايضا لو طُرح السؤال على الذكاء الاصطناعي عن مستقبل العرب، فسيقدم الإجابة التالية:

الصينيون يبتكرون ويصنعون، وهم الذين مكّنوا العرب من أدوات الحياة الحديثة، وإلا لعاشوا كما كانوا قبل قرن.

الهنود رغم تنوعهم الديني واللغوي، لم يخوضوا حروبًا أهلية او دينية طائفية مدمرة، بل استطاعوا بناء نهضة تقنية وعلمية.

الإيرانيون يطورون أنفسهم علميًا وصناعيًا، ويعيش بينهم المسيحي واليهودي تحت مظلة الدولة، متجاوزين الطائفية.

الأوروبيون والأمريكيون تجاوزوا كوكب الأرض، يبحثون عن مستعمرات في الفضاء، بينما العرب لا يزالون يناقشون إن كانت الأرض مسطحة.

حتى الأفارقة، رغم بساطة حياتهم، يعيشون في انسجام مع بيئتهم.

العرب، فرغم امتلاكهم لغة واحدة، إلا أنهم منقسمون حتى على أبجديتهم. ورغم امتلاكهم أغنى مخزون نفطي، إلا أنهم لم ينجحوا في بناء نموذج صناعي واحد يمكن أن يجعلهم قوى عالمية. يتحدثون عن الأخوَّة، لكن لم تُسهم أي دولة عربية في نهضة أخرى، بل غالبية الدول العربية تتلقى معونات ضئيلة من امريكا، وامريكا تربحهم جميلة مع انه لو بحثنا عن مصادر هذه الاموال لوجدنا ان امريكا اخذتها من العرب.

لا احد يعرف ماذا يريد العرب او كيف يفكرون، مسموح النقاش في كتب الطب التي كتبها اطباء قبل قرون، لكن ممنوع ان تبحث في حديث كتبه شخص بعد وفاة النبي بقرون، ممنوع ان تفكر كيف وصل كاتب هذا الحديث الى هذه الاحاديث، اين كانت موجودة، هل تناقلها من ناقل عن ناقل، وكم جلس مع هذا الناقل ليتاكد من دقته وبلاغته ومعرفته.

ان ما اكتبه ليس مجرد نقد الواقع، بل البحث عن مخارج من هذا المأزق الحضاري. الحل يبدأ بإعادة النظر في مفهوم الدولة الوطنية، وبناء اقتصادات قائمة على الإنتاج لا الريع، وتعزيز الهوية الثقافية بعيدًا عن الخطابات الشعبوية التي تكرس العجز. لا بد من تحوّل جذري في النظرة إلى الذات، وإلا فإن العصر الأمريكي البريطاني، بدعم الذكاء الاصطناعي، سيحسم مصير العرب دون أن يكون لهم رأي في ذلك.

لقد دخلنا عصرًا جديدًا، لكننا ما زلنا نحمل عقلية الماضي.. فإلى متى؟

رحم الله الشهيد السيد نصرالله الذي استشهد واقفا كي لا ينكسر العرب حتى الذين على خصومة معه.

رحم الله كل الشهداء خاصة في لبنان الذين ضحوا من اجل العالم العربي كله.

رحم الله اطفال ونساء اهالي غزة الذين قتلوا عشرات المرات بسبب الصمت العربي.

يجب ان يتغير ويبتكر العرب، كما أن الغرب يبتكر ويصنع ويتقدم، لا يجوز ان تظلّ الأمة العربية تدور في دوائر مغلقة، ترفض النقد، وتقدّس الجمود، وتسير عكس عجلة الزمن. وإن استمرت على هذا النهج، فليست العودة إلى العصر الحجري مجرد احتمال، بل حتمية تاريخية.

لمعرفة لماذا ترامب اتخذ قرار تهجير الفلسطينيين يمكن فقط سؤال الذكاء الاصطناعي في “اكس” او “شات جي بي تي” وبعد مطالعة جواب الذكاء الاصطناعي ستدرك انه طالما العرب لن يعالجوا هذه المشاكل فلا حل الا ما طرحه ترامب، وحينها ستدركون بسهولة سبب اصرار ترامب على موقفه.

هذا السؤال الذي طرحته على الذكاء الاصطناعي، عن سبب الازمة الفلسطينية لقرا هذا الجواب:

يمكن القول إن الأزمات العربية ساهمت بشكل كبير في تعقيد الأزمة الفلسطينية واستمرارها. القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل هي انعكاس لواقع عربي مأزوم سياسيًا، واقتصاديًا، وثقافيًا.

كيف أثّرت الأزمات العربية على القضية الفلسطينية؟

ضعف الموقف العربي:

في العقود الأولى بعد نكبة 1948، كانت القضية الفلسطينية أولوية لدى الدول العربية، لكن مع مرور الزمن، تراجعت هذه الأولوية لصالح الصراعات الداخلية والانقسامات السياسية.

الأنظمة العربية أصبحت أكثر اهتمامًا بالحفاظ على بقائها في السلطة بدلًا من مواجهة إسرائيل أو دعم الفلسطينيين بفعالية.

التطبيع والواقعية السياسية:

بعض الدول العربية رأت أن القضية الفلسطينية عبء سياسي، فاتجهت نحو التطبيع مع إسرائيل لحماية مصالحها الاقتصادية والأمنية.

هذا التطبيع جعل الفلسطينيين في موقف أضعف، حيث فقدوا جزءًا كبيرًا من الدعم الإقليمي الذي كان يشكل ركيزة أساسية في نضالهم.

الصراعات العربية الداخلية:

الحروب الأهلية، مثل ما حدث في لبنان، سوريا، واليمن، شتّتت الجهود العربية وأضعفت الموقف الجماعي تجاه فلسطين.

انشغال الشعوب العربية بأزماتها المعيشية والسياسية جعل القضية الفلسطينية تتراجع في الوعي العام، حيث أصبح المواطن العربي أكثر اهتمامًا بأوضاع بلاده الداخلية.

غياب مشروع عربي موحد:

بينما تمتلك إسرائيل مشروعًا واضحًا منذ تأسيسها، يفتقد العرب إلى رؤية موحدة تجاه فلسطين.

الانقسامات بين الدول العربية، وحتى بين الفصائل الفلسطينية نفسها، جعلت القضية أكثر تعقيدًا وأقل تأثيرًا على الساحة الدولية.

الخلاصة

القضية الفلسطينية لم تكن لتصل إلى هذا الحد من التعقيد لولا البيئة العربية الهشة التي سمحت لإسرائيل باستغلال الانقسامات. ما لم تتغير هذه الديناميكية، سيبقى الفلسطينيون في مأزق، وسيتحول العالم العربي من مؤثر في القضية إلى مجرد متفرج عليها.


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال