جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف هل أنت طائفي يا “بيلي جاك”..الحقد لا تطهره الحكمة..!

هل أنت طائفي يا “بيلي جاك”..الحقد لا تطهره الحكمة..!

حجم الخط

 


علي عنبر السعدي ||

– لا(نفس ) لك سوى نفسك يا بيلي

– سلالاتك النبيلة – بحزنها النبيل

– نواسيهم – ويحقدون.

فيلم “بيلي جاك” يدور حول شاب أمريكي من أصل هندي احمر ، يمتلك قوة بدنية خارقة ،غالباً ما يلجأ اليها لحل مشاكله مع العنصريين ، حيث كانت النزعات العنصرية على أشدها يمارسها (البيض ) الغزاة والمحتلين ، ضد الهنود الحمر سكان البلاد الأصليين .

نصح الجدّ الأكبر لبيلي جاك ، أن يتعامل مع (إخوانه) البيض ،بمودة ،وأن لا يستخدم العنف معهم وان يسامحهم ويغفر لهم : لأنك يابيلي من سلالات نبيلة ، راسخة في جذور هذه الأرض .

ولكي يقدّم له درساً عملياً ، سار الجد مع حفيده في أماكن مختلفة ،فطلب منه أن يضرب رجلاً يقف على ناصية الشارع ، وحين فعل بيلي ذلك ،ردّ عليه الاخر بضربة مماثلة ، فقال الجدّ : هذا هو النوع الحيواني .

بعدها طلب منه أن يضرب رجلاً آخر ، فنظر إليه الرجل بدهشة وتمعّن ،ثم سأله : هل تعرفني ؟ لماذا ضربتني اذاً ؟ هل أنت شرير بطبعك ؟

فقال جده :هذا هو الإنسان .

ثم طلب منه أن يضرب رجلاً ثالثاً ، كان في جمع من أصحابه يحدثهم ، فالتفت الرجل اليه بكل هدوء قائلاً : من دفعك لضربي ؟ فليس معقولاً انك ضربتني دون سبب ،أما انك اشتبهت بي ، أو ان هناك من دفعك ، أو ان الشرّ تمكن منك ،،تعال اخبرني كي أعرف نوعك .

قال الجدّ : هذا هو الحكيم ،فرافقه .

سارا بعد ذلك ،فرأيا طفلتين صغيرتين من الهنود الحمر، يعذبهما مجموعة من العنصريين بطريقة بشعة ،ويهمون باغتصابهما ، فنظر كل من الجدّ وبيلي جاك الى بعضهما في اللحظة ذاتها ، وقال الجدّ : حكمتي لن تنقذ الابرياء ، ولن تردع هؤلاء ، بل قوتك يابيلي ، فالحقد لا تطهره الحكمة .

ضحى العراقيون بالالاف من أرواح شبابهم ، وقدموا كل ما يملكون ، من أجل تخليص (أخوانهم) من كراهية تفتك بنفوسهم ،وتصادر كل عقل وذوق وانسانية فيهم ، فهُزمت الكراهية الداعشية عسكرياً ، لكنها مازالت تفتك بالنفوس وتقيح الأنفاس ، تعلن عن نفسها في كل مناسبة .

لا تكن واهماً يابيلي جاك ، فليس للكراهية المتجذرة ـ سوى ردع متجذّر في نفوس نبيلة ، ورثتها عن سلالاتك النبيلة ،كما ورث أولئك القيح من (سلالاتهم ).

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال