علي عنبر السعدي ||
– لا(نفس ) لك سوى نفسك يا بيلي
– سلالاتك النبيلة – بحزنها النبيل
– نواسيهم – ويحقدون.
فيلم “بيلي جاك” يدور حول شاب أمريكي من أصل هندي احمر ، يمتلك قوة بدنية خارقة ،غالباً ما يلجأ اليها لحل مشاكله مع العنصريين ، حيث كانت النزعات العنصرية على أشدها يمارسها (البيض ) الغزاة والمحتلين ، ضد الهنود الحمر سكان البلاد الأصليين .
نصح الجدّ الأكبر لبيلي جاك ، أن يتعامل مع (إخوانه) البيض ،بمودة ،وأن لا يستخدم العنف معهم وان يسامحهم ويغفر لهم : لأنك يابيلي من سلالات نبيلة ، راسخة في جذور هذه الأرض .
ولكي يقدّم له درساً عملياً ، سار الجد مع حفيده في أماكن مختلفة ،فطلب منه أن يضرب رجلاً يقف على ناصية الشارع ، وحين فعل بيلي ذلك ،ردّ عليه الاخر بضربة مماثلة ، فقال الجدّ : هذا هو النوع الحيواني .
بعدها طلب منه أن يضرب رجلاً آخر ، فنظر إليه الرجل بدهشة وتمعّن ،ثم سأله : هل تعرفني ؟ لماذا ضربتني اذاً ؟ هل أنت شرير بطبعك ؟
فقال جده :هذا هو الإنسان .
ثم طلب منه أن يضرب رجلاً ثالثاً ، كان في جمع من أصحابه يحدثهم ، فالتفت الرجل اليه بكل هدوء قائلاً : من دفعك لضربي ؟ فليس معقولاً انك ضربتني دون سبب ،أما انك اشتبهت بي ، أو ان هناك من دفعك ، أو ان الشرّ تمكن منك ،،تعال اخبرني كي أعرف نوعك .
قال الجدّ : هذا هو الحكيم ،فرافقه .
سارا بعد ذلك ،فرأيا طفلتين صغيرتين من الهنود الحمر، يعذبهما مجموعة من العنصريين بطريقة بشعة ،ويهمون باغتصابهما ، فنظر كل من الجدّ وبيلي جاك الى بعضهما في اللحظة ذاتها ، وقال الجدّ : حكمتي لن تنقذ الابرياء ، ولن تردع هؤلاء ، بل قوتك يابيلي ، فالحقد لا تطهره الحكمة .
ضحى العراقيون بالالاف من أرواح شبابهم ، وقدموا كل ما يملكون ، من أجل تخليص (أخوانهم) من كراهية تفتك بنفوسهم ،وتصادر كل عقل وذوق وانسانية فيهم ، فهُزمت الكراهية الداعشية عسكرياً ، لكنها مازالت تفتك بالنفوس وتقيح الأنفاس ، تعلن عن نفسها في كل مناسبة .
لا تكن واهماً يابيلي جاك ، فليس للكراهية المتجذرة ـ سوى ردع متجذّر في نفوس نبيلة ، ورثتها عن سلالاتك النبيلة ،كما ورث أولئك القيح من (سلالاتهم ).