جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف الجزيرة: ماكينة الفتنة وصوت الخراب

الجزيرة: ماكينة الفتنة وصوت الخراب

حجم الخط

 


حسين سالم

لم تكن قناة الجزيرة يومًا منبرًا للحقيقة ولا صوتًا للمظلومين، بل كانت ولا تزال غرفة عمليات نفسية تُدار بحرفية شيطانية لتمزيق الأمة من الداخل، وتزييف الوعي، وتسويق الفتن بدمٍ بارد، وفق أجندات وضعت بعناية لخدمة مشاريع الهدم والدمار. هذه القناة التي تتستر بشعار "الرأي والرأي الآخر" لم تكن سوى بوقٍ مسعور ينفث سُمّه في عروق الشعوب، ويعيد تشكيل الواقع وفق مصالح من يمولها ويوجهها.

عندما أرادوا تحويل ساحات العرب إلى براكين فوضى، كانت الجزيرة في طليعة الأدوات، تحرّض، تبث الأراجيف، تصنع الأساطير الكاذبة حول "الثورات"، وتسوّق العملاء كأبطال، والخونة كمناضلين، والإرهابيين كأصحاب قضية. كل ذلك بينما تدفن صوت الحقيقة تحت ركام الأكاذيب، وتسحق كل رأي يخالف توجهاتها المرسومة في أقبية الاستخبارات. الجزيرة ليست قناة إخبارية، بل آلة قتل معنوي، تصنع الرأي العام حسب الطلب، وتعيد تشكيل وعي الجماهير كما يريد أسيادها.

حين يتطلب الأمر إشعال حرب طائفية، تجد الجزيرة تتقن فنّ التحريض، توقد نار الكراهية، وتُلبس القتلة ثوب المظلومين، بينما تخفي جرائم أصدقائها خلف ستار "الموضوعية الزائفة". وحين يقرر أربابها إسقاط نظام ما، تُفتح نيرانها الإعلامية بلا رحمة، تتحول إلى غرفة عمليات تضع الدولة المستهدفة تحت القصف المستمر، تقلب الحقائق، تقتطع التصريحات، تصنع الفوضى، وتحشد أدواتها من "المحللين المستأجرين" و"الخبراء المصطنعين" لتبرير الخراب القادم.

لكن عندما يكون القاتل صديقًا لقطر، وعندما يكون الجزار مدعومًا من واشنطن وتل أبيب، فجأة تصاب الجزيرة بالعمى والصمم والبكم، تتبخر شعاراتها، وتتحول إلى كيان خجول، يتلعثم في توصيف الجرائم، ويبحث عن مبررات تافهة لتبرير المجازر. رأيناها كيف مارست هذا النفاق الفاضح في تغطية حروب المقاومة، كيف كانت تصف رجال الله بـ"المليشيات"، بينما تلمّع العملاء والخونة، وكيف كانت تدفن جرائم "أصدقائها" تحت أكوام من الدجل الإعلامي.

الجزيرة ليست مجرد قناة، بل مشروع تخريبي متكامل، مصنع لإنتاج الأكاذيب، مؤسسة متخصصة في تدمير العقول، وتصميم الأحداث وفق الطلب. ومن يظن أنها مجرد وسيلة إعلامية واهمٌ وساذج، بل هي سلاح، تمامًا كالصواريخ والطائرات، لكنها تضرب العقول بدل الأجساد، وتترك ضحاياها مشوّهين فكريًا، مضلَّلين، تائهين بين زيف الحقائق. الجزيرة هي الطاعون الإعلامي الذي يتوجب اجتثاثه، لأنها لم تكن يومًا سوى أداة هدم، تسير وفق مخطط جهنمي، لتفتيت الأمة، وإبقاءها في دوامة الفوضى، حتى تظل تحت رحمة أسيادها الحقيقيين، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الكذب، ولا منبر للحق إلا تحت الركام.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال